بينما يقاتل أبناء العراق أعداء الخارج, ويقدمون الأضاحي والقرابين دفاعا عن الأرض والعرض, يعمل أعداء الداخل من الساسة على توجيه الطعنات من الخلف لهذا الشعب المظلوم, فذوي الكروش المتخمة باتوا شوكة تدمي الخاصرة, فهم يبحثون عن أي فرصة تمكنهم من نهش جسد المواطن العراقي البسيط.
إن لم تمت بالسيف مت بغيره, هذا هو واقع الحال في زمن المتقشفين الجدد, فالعراقي أصبح فريسة تحوم حولها ذئاب الدواعش من جهة, ودواعش السياسة من جهة أخرى والبداية من سياسة التقشف التي طحنت الفقراء في رحاها.
التقشف لم ينل من كروش الساسة في واقع الأمر, فالذي نالهم منه تغييرات طفيفة ( يعني ضيافة الوزير بدل مكانت 100 مليون صارت 85 يعتبر الضيوف مسوين ريجيم)!!, ورواتب الرئاسات الثلاث وذوي الدرجات الخاصة, طرأت عليها تغييرات طفيفة, وحتى لو شملها التخفيض للنصف أذا كان راتب المستشار الواحد في مجلس النواب يصل الى 9 ملايين 413 ألف, فأي تقشف وأي خصومات ستؤثر في رواتب الرؤوس الكبيرة!
ضربة التقشف الأولى نالت من الطلبة المبتعثين, فعندما شُمل أصحاب الدرجات الخاصة بسياسة التقشف, بادرت وزارة التعليم ألى تخفيض رواتب الطلبة المبتعثين ( حالهم حال الرئاسات الثلاث), فعلى ما يبدوا أن الوزارة لا ترى أن هناك فرق شاسع بين طالب مبتعث (مغضوب عليه), ونائب رئيس جمهورية أو نائب رئيس وزراء! (بصراحة نهائيا ماكو فرق), تلك كانت الضربة الأولى التي نالت المواطن من المتقشفين.
منحة الطلبة داخل العراق, هي الأخرى في غرفة الإنعاش, ويبدوا أنها ولدت شبه ميتة, ألغاء منحة طلاب الدراسات ذوي النفقة الخاصة ( طالب دراسات ممتعين يدرس على نفقتة الخاصة الوزارة قررت تلغى المنحة) تلك ضربة ثالثة, فرض الضرائب على شركات الأتصالات, مما دفع الشركات ألى رفع سعر الكارت ألى 6 الآف بعد أن كان ب5500, تلك ضربة رابعة, تأخير رواتب الموظفين عن الموعد المحدد, والمقترحات المتتالية ( راتب كل 40 يوم وبعدين لغوا الفكرة وبعدهم الجماعة يفكرون شيسوون بالموظف).
تسعيرة الكهرباء تلك هي الطامة الكبرى, ولا نعرف ماهي الخطوة التالية التي ستكون أكبر منها, في حديث لمسؤول أعلام وزارة الكهرباء مصعب المدرس أن المواطن يجب أن يصرف كهرباء بحسب إمكانيته المادية, ( يعني الي عندة فلوس يصرف كهرباء براحته, والي ماعندة يطبة مرض) حسب رؤية الوزارة.
مسؤول أعلام الوزارة, أكد أن المواطن عندما يصرف 5 أمبيرات يجب أن يدفع 16 ألف وفقاً للتسعيرة الجديدة, وأكد ان 5 أمبير( تشغل مبردتين مبين الاخ ميعرف شنو أمبير وشنو حسب حقة طبعاً), وذكر أن المواطنين لم يتمكنوا من دفع المستحقات السابقة والدولة تطلب ما يقارب 2 مليار,(لعد شلون راح يدفعون حسب التسعيرة الجديدة عيني سيادة الوزير؟)
أسئلة كثيرة تطرح نفسها, هل يعرف الجالسون على الكراسي أن معظم العوائل العراقية تضم بين ثناياها خريجين عاطلين عن العمل ويعتاشون على راتب متقاعد؟
هل يعرف المتخمون أن التقشف أضر بالناس ولم يصل ألى كروشهم؟ هل يعرف سكان الخضراء أن أبناء الجيش والحشد يقترضون أموال الألتحاق؟ هل يعرفون أن ذوي الشهداء ألى الان دون رواتب؟ هل يعرف دعاة التقشف معنى كلمة الإسلام وهل يعرفون علي أبن طالب (عليه السلام) الذي ينادون بأسمه كذباً؟ الإجابة على كل تلك الأسئلة هي أن دعاة التقشف يذبحون الفقراء على الطريقة الداعشية بصورة غير معلنة.