امريكا من جديد حيث يحج اليها المتوافقون والمتخاصمون، هذه المرة وفد رفيع المستوى يزور واشنطن يضم في مقدمته رأس الهرم التنفيذي المتمثل بالعبادي بالإضافة إلى وزراء الصف الأول الخارجية والنفط والتعليم العالي ومستشارين آخر
الهدف المعلن من الزيارة ترتيب أوراق الداخل العراقي التي أصابها الارباك بعد ظهور ما يسمى الحشد الشعبي، ووقوفه في صف الجيش النظامي ضد داعش، واعتبار بعض المراقبين انه كيان طبق الأصل لما حصل اول وهلة في لبنان عبر (حزب الله) الذي بدأ صغيرا، وهو الآن حكومة لها كلمة الفصل في الشأن اللبناني، ما سيتم طرحه كذلك ملف التوازن الذي اشترك العرب السنة بسببه عبر إطلاق العهود والمواثيق لتطبيقه بعد تشكيل الحكومة، وكذا ملف التسليح الذي أصبح ضرورة ملحة للغاية في الجانب العراقي، وهذا تصريح لا تلميح، فالمسألة الآن طلب طائرات اباتشي، وأسلحة حديثة، ومعدات متطورة، والغرض من كل هذا الوقوف ضد داعش بما تمتلكه من إمكانيات ضخمة في العتاد وحتى العدد وهو ما وجده الجيش والحشد واضحا أثناء محاولة اقتحام تكريت.
مضطر أيضاً لاستخدام عبارة (جرة أذن) من قبل الأمريكان للعراقيين وذلك اثر الخلاف في الإستعانة بقوات التحالف الدولي في المعركة واعتراض الحشد الشعبي على التدخل، رغم أن إرادة الأقوى هي التي تحققت، إلا أن المراجعة تقتضي النظر في ابعاد القضية.
ما يتعلق بإيران سيكون له القدح المعلى من الحوار بين الجانبين العراقي والأمريكي فبعد شهر عسل متميز لابد من توافقات أكثر فأكثر وحبذا أن تأتي عبر وسيط.
ملف الأكراد الحليف الستراتيجي لأمريكا هو الآخر سيتم مناقشته بعد جفاء وصل إلى ذروته بين حكومة الاقليم والمركز عبر تصريحات الموازنة والنفط وتبادل الاتهامات التي كادت أن تودي بشعرة معاوية لولا تدخل العقلاء من الجانبين.
هذه الملفات وغيرها سيتم الحوار بها، وأرى أن الزيارة تمثل الفرصة الأخيرة للعبادي وحكومته بعد اخفاق في أكثر من ملف لعل آخرها عدم حسم ملف الهيئات المستقلة والأخذ والرد بشأنها.
الزيارة لن تكون بروتوكول فحسب بل حساب قلم وورق: أين الإخفاق وكيف يتم علاجه، أين مكامن الخلل في الوزارات، كيف سيتم تقليم أظافر الحشد الشعبي، وما آلية تحقيق التوازن وتطبيق ورقة الاتفاق السياسي التي ستعود بالخير العميم على السنة والشيعة، وستحقق رضا امريكا بالاخير عن العبادي