رغم غاراتها الجوية المكثفة العدوانية على الشعب اليمني المظلوم ، تحاول السعودية عبر إعلامها وقنواتها المأجورة المعروفة أن تضلل الحقيقة أمام الرأي العام العربي والدولي ولكن من دون جدوى .. وأكبر دليل على فشلها الأكيد هذا هو قصفها لتجمعات مدنية وسكانية وبنى تحتية لا صلة لها بالجانب العسكري ، رغم الدعم الأمريكي والإسرائيلي لها .. قصف يطال الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر هو تواصل نجاح أبطال اليمن المتصدين للعدوان السعودي ، في تحقيق إنجازات على الأرض ومنع هذا العدوان الغاشم من تحقيق أهدافه .. هذا على الصعيد العسكر والتعبوي .. أما على الصعيد الشعبي والمعنوي ، فقد أدى هذا العدوان إلى أن ينتشر شعار “اللعنة على آل سعود” بشكل واسع إلى جانب شعار “الموت لأميركا” و”الموت لإسرائيل “. ويعتبر الخبراء الدوليون إن التدخل العسكري السعودي المباشر في اليمن، يشير إلى فشل المخططات السعودية التي أنفقت خلالها مئات المليارات من الدولارات لترويج الإرهاب والعنف، وبالتالي يعد فشلا سياسيا وثقافيا للسعودية.. كما إن العدوان السعودي على اليمن محكوم بالفشل مسبقا، وهذا الأمر ناجم من الحسابات البعيدة عن الواقع والشعور الكاذب بالقوة لدى الحكام السعوديين الجدد، وبالتالي فالسعودية لن يمكنها احتلال اليمن بل أن هذا العدوان سيكون مقدمة لاستعادة اليمن الأراضي اليمنية التي تحتلها السعودية، فرجل يمني مسلح قادر على مواجهة 10 مسلحين سعوديين _حسب وصف الخبراء والرأي العام _..
الفشل السياسي الآخر أيضا حصل عندما صوت البرلمان الباكستاني مؤخرا لصالح قرار يقضي بعدم التدخل العسكري في اليمن في إطار عملية “عاصفة الجُرم ‘‘ ضد اليمن ، حيث طلبت السعودية من باكستان في وقت سابق المساهمة بسفن وطائرات وجنود في إطار الحملة العسكرية التي شنتها ضد الحوثيين .. كما عبر البرلمان الباكستاني عن مخاوفه الجدية بشأن تدهور الوضع الأمني والإنساني في اليمن وتداعيات ذلك على السلم والاستقرار في المنطقة .. وهو ما يعني أن الأيام المقبلة ستشهد مواقف جديدة وعديدة ضد هذا العدوان سواء من الدول المتحالفة مع السعودية أو خارجها ..
على الصعيد الداخلي اليمني فإن العدوان الغاشم السعودي قد أدى ويؤدي يوميا إلى المزيد من التكاتف والتلاحم بين الأحزاب والتنظيمات السياسية فهناك إدانة واسعة لجرائم غارات العدوان السعودي أعلنها في صنعاء مؤخرا 19 حزبا وتنظيما سياسيا في بيان صحفي مشترك تضمن موقفا موحدا لمناهضة التدخل العسكري السعودي وأكدت هذه الأحزاب السياسية ضرورة التصدي الحازم لإفشال الهجمة العدوانية وأهدافها المشبوهة، محذرة أي قوى سياسية داخلية من التبرير للعدوان أو مساندته .. وهكذا يقف اليمنيون اليوم وبكل ما أوتوا من قوة بوجه عدوان السعودية وحلفائها، وتبدوا مواقف الشارع متحدة على ضرورة تحدي الظروف والأزمات ومقاومة العدوان ومطالبة المجتمع الدولي لإيقافه والسعي لحل سياسي ..
وهكذا ارتفع اليوم الصوت الذي يقول ‘‘ إن إدانة تدخل السعودية في اليمن وعدوانها العسكري ضد أرضه وجيشه وإنسانه وجيشه وإنسانه هو التزام وطني ودستوري وإنساني وأخلاقي, من شأنه أن يكبح جماح المعتدين وينبههم إلى خطورة فعلتهم ويصَّوب الأمور باتجاه إيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية بدل المقامرة الخاسرة التي تفاقم المشكلات وتوَّسع من رقعتها‘‘.