23 نوفمبر، 2024 2:33 ص
Search
Close this search box.

ولادة فاطمة عليها السلام جعلت الحق أكثر وضوحاً

ولادة فاطمة عليها السلام جعلت الحق أكثر وضوحاً

فاطمة الزهراء عليها السلام هذه الشخصية المقدسة الطاهرة الفريدة في  كل شيء قد أذهلت العقول وحيرت العلماء وجعلتهم تائهين ما بين فضائلها عاجزين عن فهم الحقيقة الفاطمية على الرغم من امتلاكهم هذا الكم الهائل من الروايات التي تنطق بفضائلها وكراماتها ، فهم يغترفون منها الى حد الإشباع ولكن تبقى عيونهم تشبح الى غيرها وقلوبهم تخفق من شدة الابتهاج والخوف والقلق ( الإبتهاج بمعرفة شيء يسير وجديد من فضائلها ) وفي نفس الوقت الخوف والقلق من انتهاء العمر ولم تكن هناك إحاطة بالحقيقة الفاطمية ، وكأنك في حديقة غناء مملوءة بالورود والثمار اللذيذة الجميلة أو داخل قصر مملوء بالجواهر ويأتي لك النداء خذ ما تشاء ولكن خلال فترة زمنية محددة ( عمر الإنسان) هكذا حياة الزهراء عليها السلام مملوءة بالفضائل من قبل أن يخلق الله الخلق الى عرصات يوم القيامة ، قال الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه قال رسول الله (ص) ( خلق الله نور فاطمة قبل أن يخلق الأرض والسماء فقال بعض الناس يا نبي الله فليست هي إنسية فقال (ص) فاطمة حوراء إنسية قالوا يا نبي الله وكيف حوراء إنسية قال (ص) خلق الله عز وجل إياها من نوره قبل أن يخلق أدم عليه السلام إذ كانت الأرواح فلما خلق الله آدم عرضت على آدم قيل يا نبي الله فما كان طعامها ؟ قال رسول الله : التسبيح والتهليل والتمجيد فلما خلق الله عز وجل آدم (ع) وأخرجني من صلبه وأراد الله عز وجل أن يخرجها من صلبي جعلها تفاحة في الجنة وأتاني بها جبرائيل فقال لي السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا محمد قلت وعليك السلام ورحمة الله حبيبي جبرائيل فقال يا محمد إن هذه تفاحة أهداها الله عز وجل إليك من الجنة ، فأخذتها وصممتها الى صدري قال يا محمد يقول الله جل جلاله كلها ففلقتها فرأيت نور ساطعا وفزعت منه فقال يا محمد مالك لا تأكلها ؟ كلها ولا تخف فإن ذلك نور المنصورة في السماء وهي في الأرض فاطمة ؟ قال لأنها تفطم شيعتها من النار وأعداءها عن حبها وهي في السماء المنصورة وذلك قوله تعالى ( يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء)
يعني نصر فاطمة لمحبيها ، هنا من هذا الحديث تثار عدة تساءلات ، لماذا لم تتقلب في الساجدين ؟؟؟ بل انتقلت مباشرة من الجنة الى سيد الساجدين وحبيب الله العالمين محمد (ص) ، أما أفضليتها على الأنبياء  فقد صرحت بها الكثير من الأحاديث عن أبي عبد ألله (ع) قال ( لولا  أن ألله تعالى خلق أمير المؤمنين (ع) لم يكن لفاطمة كفؤ على وجه الأرض أدم فمن دونه ) بل لا تكتمل نبوة نبي إلا بمعرفتها سلام الله عليها قال رسول ألله (ص) (ما تكاملت النبوة لنبي حتى أقر بفضلها ومحبتها ) ، وقد فرض الله طاعتها على كل ما خلق من ملائكة وجن وإنس ووحوش قال الامام الصادق (ع) قال رسول ألله (ص) ( خلق ألله نور فاطمة قبل أن تخلق الأرض والسماء ……خلقها ألله عزوجل من نوره قبل أن يخلق أدم …) ، وهي علة الوجود وهي دائرة قطب الإمكان كما دل على ذلك قوله تعالى في حديث الكساء ( فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها ) بل لا تكتمل الغاية والهدف من خلق رسول الله (ص) وخلق بعلها أمير المؤمنين عليه السلام إلا بوجودها قال ألله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي ( يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك , ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما )  وهذا يعطينا بعض الإشارات على بقاء نطفة فاطمة عليها السلام في الجنة ولم تنتقل الى أي إنسان من بني آدم مهما كانت منزلته أي أرادت مشيئة الله سبحانه وتعالى أن يكون الوعاء الذي سيحتضن نطفة النبوة والإمامة من ثمار الجنة لقدسية لقاء هاتين النطفتين بل أفضلية الصديقة الكبرى تطبق على جميع ما خلق الله سبحانه وتعلى إلا أبيها رسول (ص) وبعلها أمير المؤمنين عليه السلام وحتى أولادها سلام الله عليهم يؤكدون على فضل أمهم عليها السلام عليهم قال الأمام الحسين (ع) (أمي خيرٌ مني) قال الأمام الحسن العسكري (ع) (نحن حجج ألله على الخلق وجدتنا فاطمة حجة علينا ) قال الإمام الحجة (عج) ( وفي ابنة رسول ألله (ص) لي أسوة حسنة ) .

بفاطمة عليها السلام  يعرف الحق ويظهر أكثر تجلياً لأنها أنارته بمكانتها المقدسة من الله سبحانه وتعالى لأنها رضا الله في هذه الأرض وغضبه الذي لا يبقي ولا يذر ، قال رسول الله (ص) ( فاطمة بضعةٌ مني فمن أغضبها أغضبني ) وقال صلى الله عليه وآله وسلم ( أن ألله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضا فاطمة ) وعن مجاهد أنه قال خرج النبي (ص) وهو أخذ بيد فاطمة ,فقال : (من عرف هذه فقد عرفها , ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد , وهي بضعة مني وهي قلبي , وهي روحي التي بين جنبي , من أذاها فقد أذاني , ومن أذاني فقد أذى ألله ) فالذي يأتي فاطمة عليها السلام يصبح اليقين مصداق عمله ولا يبقى للظن والشك وجود فالنتائج والعاقبات تصبح مرأى العين فيحس ويشعر بها بل يعيشها في أيامه وساعاته ، وقد أثبتت طريق الهدى عليها السلام وبينته وأنارته وجعلت الاهتداء به من أوضح الواضحات التي لا غبش فيها ولا عراقيل ، فقد بينت لكل الأمة نتائج كل من يغضبها ويتعدى على حدودها فقد قال الله سبحانه وتعالى (والذين يؤذون رسول ألله لهم عذاب أليم ),( إن الذين يؤذون ألله ورسوله لعنهم ألله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مُهينا ) , ( ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ) وقبل هذه النتيجة السوداوية لكل من أغضبها فأن الله سبحانه وتعالى قد أبطل ولاية كل من أغضب الزهراء عليها السلام قال ألله سبحانه وتعالى ( يا أيها الذين أمنوا لا تتولوا قوماً غضب ألله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور ) بل وعد كل من يتولاهم سقر خالداً فيها أبدا وذلك هو الخسران المبين قال الله سبحانه وتعالى (ألم تر الى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون ، أعد الله لهم عذاباً شديداً إنهم ساء ما كانوا يعملون ،اتخذوا أيمانهم جنةً فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين ، لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ، يوم يبعثهم الله جميعاً فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون ، أستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون)….(سورة المجادلة أيات 14،15،16،17،18،19) ، ففاطمة عليها السلام اساس الدين وبنيان الإيمان والنور الذي يوضح ويظهر طريق الحق الذي أراده الله سبحانه وتعالى وهو طريق الولاية العلوية للبشرية قاطبةً.

أحدث المقالات

أحدث المقالات