(اليماني ومحطة الانطلاق)
تشير الروايات الشريفة الى أن اليماني أهدى الرايات، يتسابق الى الكوفة مع الخراساني، كفرسي الرهان، يختلف كثير من الباحثين، حول مكان إنطلاق اليماني الموعود، من أين هل من اليمن؟، لأنه يسمى اليماني، أم يسمى اليماني لأنه من أصول يمانية؟.
(سُئل أبي عبد الله الصادق عليه السلام: أيكون هذا اليماني الموعود؟ أجاب: لا.. اليماني) يوالي علياً)البحار ج52ص57، أي أنه إثنا عشري.
ثمة قراءات يجب أن تُدرك، لكي يمكننا أن نقترب من مكان، إنطلاق اليماني الموعود.
ورد في رواية صحيحة السند، في كتاب الفضل بن شاذان، وهو من علماء الإمامية، في عهد (الإمام الهادي والعسكري)، “عليهما السلام”، منقولة عن الحر العاملي حيث قال: إنه وجد هذه الرسالة، منقولة عن بعض الأفاضل. في كتاب الغيبة، ولم يصرح عن هوية الأفاضل من هم، مما يجعل البحث في مثل هذه الروايات ضعيف جدا، لأنها لم تكن عن إمام معصوم أو عن ثقات من رجال الحديث.
كما في رواية أخرى بسند ضعيف، يذكر أن حاكما يحكم في اليمن 20 عاماً، وبعد ذلك يأتي ابنه ويحكم 40 عاماً، فيظهر الإمام بعد ذلك. تصرح روايات أهل البيت أن خروج اليماني، قبل الظهور الشريف، في مدة لا تتجاوز السنة والنصف.
كما في محل آخر تشير الى كلمة اليمن، دون أن يوضع أقواس حول كلمة من اليمن، جاءت هذه الروايات بأسانيد لا يمكن الإعتماد عليها، فلا يمكن الأخذ، بها لعدم الثقة بأسانيدها.
تصرح روايات أخرى، بخروج اليماني من اليمن، في كتاب الشيخ الصدوق كمال الدين وتمام النعمة، حيث وضع المحقق كلمة من اليمن بين قوسين، من باب التأكيد والتوضيح، وهذا لا يعتد به أيضا.
يتضح أن لقب (اليماني)، يعود الى اليمن لأصله ونسبه وجذوره، في بلاد اليمن كما هو مشهور، في الألقاب التي تعود الى الأماكن.
بما أن إشارة الإمام الصادق (عليه السلام) تأكد على أن اليماني،(يوالي علياً) أي إثنا عشرياً، وأكثر أهل اليمن هم زيدية.
ناهيك عن المسافة التي بين اليمن والكوفة، التي يسير بها اليماني مع من معه من الجيش يقدر بسبعين إلف مقاتل، كيف لهم أن يقطعوا هذه المسافة، في مناطق نظامها السياسي معادي لليماني. فلا يمكنه إجتيازها، فضلا عن أن إجتياز البحر هو أكثر خطورة، وهذا محال في الحسابات العسكرية.
في تصريح الروايات، يتسابق اليماني والخراساني نحو الكوفة، تعد هذه أشارة على أن الانطلاق في التسابق متقارب، فلا يمكن أن يكون تسابق المتسابقين، من مسافة غير متماثلة.
بما أن المناطق الغربية والشمالية، ليست حاضنة شيعية أو توالي علياً، والمناطق الحدودية مع ايران ينطلق منها الخراساني، نحو التسابق الى الكوفة.
إذا يمكن أن يكون الإنطلاق نحو الكوفة، من داخل الحدود العراقية، أقرب الإحتمالات، بما أن هناك أنظمة معادية تجعل إختراق الحدود أمرا غير ممكن، ويمكن أن يكون الإنطلاق من المناطق الجنوبية، بما أن الحاضنة الشيعية حاضرة والأعداء في قمة الإستعداد.