قصف داعش يشعل النيران في خزانات نفط بيجي

قصف داعش يشعل النيران في خزانات نفط بيجي

غطت سحابة دخان كثيف سماء مدينة بيجي بمحافظة صلاح الدين، شمالي العراق، نتيجة اندلاع النيران بأحد خزانات النفط، تم قصفه من قبل تنظيم “الدولة الاسلامية”، حسب مصدر أمني.
وقال المصدر لوكالة الأناضول، مفضلا عدم الكشف عن هويته، إن “تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على أجزاء من مدينة بيجي، قام بقصف المصفاة النفطية القريبة من المدينة، ما أدى إلى احتراق أحد خزانات النفط الخام، بسبب سقوط قذيفة صاروخية عليه”.
وأوضح المصدر أن “سحب الدخان غطت السماء بفعل اشتعال النفط”، مبينا أن “طيران التحالف الدولي تدخلت وقصف رتلا للتنظيم قرب المصفى ما أسفر عن مقتل 15 عنصرا على الأقل من التنظيم”.
ويتقاسم “الدولة الاسلامية” السيطرة على بيجي مع كل من “الحشد الشعبي” والقوات العراقية، وتصر الحكومة العراقية على أن تكون المدينة خاضعة لسيطرتها كون يقع فيها مصفى بيجي الذي يعد أكبر المصافي لتكرير النفط في شمالي العراق وهو يخضع لسيطرة قوات الجيش العراقي إلا أن محيطه ما يزال بيد “الدولة الاسلامية” في ظل محاولات لطرده منها.
وقال ضابط في الجيش العراقي إن تنظيم “الدولة الاسلامية” يحاصر فوج تابع للجيش العراقي في منطقة صدامية الثرثار الواقعة بين ناحية الگرمة غرب العاصمة بغداد، وبين قضاء سامراء في محافظة صلاح الدين شمالي العراق.
وقال الضابط وهو برتبة نقيب تابع لقيادة الفرقة الاولى بالجيش العراقي، فضل عدم الكشف عن اسمه، ان “3 انتحاريين يقودون مركبات مفخخة تمكنوا من تفجير أنفسهم داخل مقر الفوج الرابع لقوات جيش”، مضيفا أن “الهجوم أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف عناصر الجيش”.
وأضاف أنه “عقب التفجيرات الانتحارية شن مسلحو التنظيم هجوما على مقر الفوج”، مشيرا إلى أن “ضباط ومنتسبو الفوج الرابع يطالبون بتدخل الطيران الحربي لفك الحصار عن مقر الفوج” المستمر حتى الساعة 12:50 تغ.
ويأتي أهمية مقر الفوج الرابع للجيش في ناحية الكرمة، كونه مكلف بحماية الطريق الرابط بين محافظتي الانبار (غرب) وصلاح الدين (شمال).
وتشهد مناطق ناحية الگرمة اشتباكات ومعارك متواصلة بين قوات الجيش العراقي تساندها قوات الحشد الشعبي (متطوعين شيعة) من جهة وبين تنظيم “الدولة الاسلامية” من جهة أخرى والذي يسعى عبر الگرمة إلى التقدم نحو مناطق حزام بغداد المحيطة بالعاصمة.
ومن جهته دعا أسامة النجيفي (سني)، نائب الرئيس العراقي، اليوم السبت، التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، لتكثيف غاراته الجوية على مواقع “الدولة الاسلامية” في محافظة الأنبار (غرب)، التي يشن فيها التنظيم هجمات متواصلة للسيطرة على مدينة الرمادي مركز المحافظة.
وفي بيان صادر عن مكتبه، ووصل مراسل وكالة “الأناضول” نسخة منه، قال النجيفي إن “أرض الأنبار تدور عليها ملحمة كبيرة في معناها غنية في مدلولاتها، وهي هبّة أبناء الأنبار بوجه مجرمي العصر من تنظيم الدولة الاسلامية الإرهابي”.
وأضاف البيان أن النجيفي “وجه دعوة للتحالف الدولي لزيادة الضغط على الإرهابيين في الأنبار وتنفيذ ضربات جوية مكثفة تجهض عدوانهم على الرمادي”.
وخلال اليومين الماضيين، سيطر مسلحو تنظيم “الدولة الاسلامية” على منطقتي البو فراج والبوعيثة، شمال مدينة الرمادي، بعد هجوم واسع نفذه عناصر التنظيم الذين يسعون إلى تضييق الخناق الأمني على الرمادي للوصول إلى مركزها.
بدورها، أعلن متحدث باسم حركة “عصائب أهل الحق” التابعة للحشد الشعبي (قوات شيعية موالية للحكومة)، السبت، استكمال استعدادات الحركة للمشاركة بمعارك تحرير محافظة الأنبار بعد صدور تكليف من حيدر العبادي رئيس الوزراء بذلك.
وقال جواد الطليباوي، المتحدث العسكري باسم الحركة، لوكالة “الأناضول”، إن “مقاتلي عصائب أهل الحق على أتم الاستعداد للاشتراك بمعارك تحرير محافظة الأنبار التي بدأت قبل أيام”.
وأضاف قائلاً: “استكملنا جميع الاستعدادات العسكرية، والقرار بيد رئيس الوزراء للإيعاز بإشارة البدء بالمشاركة بصفته المسؤول الأول عن تحركات قوات الحشد الشعبي”.
ويتحفظ مسؤولون وعشائر سنية في الأنبار على مشاركة الحشد الشعبي في المعارك ضد “الدولة الاسلامية” في المحافظة، وذلك بعد الاتهامات التي وجهت إلى “الحشد” بعد مشاركتهمع القوات العراقية في استعادة تكريت مركز محافظة صلاح الدين(شمال)، ذات الغالبية السنية، قبل نحو أسبوعين، وقيام عناصر منه بعمليات نهب وحرق للمتلكات الخاصة في المدينة.
ومحافظة الأنبار، التي تشكل ثلث مساحة العراق، ذات غالبية سنية، وتسكنها عشائر عربية معروفة بعدائها لتنظيم القاعدة بعد احتلال العراق عام 2003، فيما تقاتل تنظيم “الدولة الاسلامية” مع دخوله إلى المحافظة مطلع عام 2014، في سبيل الخلاص منه.
وخلال الأشهر الماضية، تعرض عدد من العشائر في الأنبار لمجازر على يد عناصر تنظيم  “الدولة الاسلامية” راح ضحيتها المئات من القتلى، وأبرز تلك العشائر البونمر(سنية).
والأربعاء الماضي، بدأت القوات العراقية حملة عسكرية لاستعادة محافظة الأنبار من تنظيم “الدولة الاسلامية”، وهي محافظة صحراوية شاسعة لها حدود مع ثلاث دول هي سوريا والأردن والسعودية.
ويشارك في هذه الحملة 10 آلاف مقاتل من أبناء عشائر الأنبار  إلى جانب قوات الجيش والشرطة المحلية والاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والرد السريع والطيران الحربي العراقي وبمساندة من غارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة