أغفو مثل أشجار الغابة
لكني أحلم أكثر منهم
تجدني أبحث في أكتاف الموج
عن عنق الريح
كي أطوي غابات السحاب
فوق فراش الحزن
أبحث في سجن البحر
عن وردة الفانوس
وعن ناي متعثر
مثل قصيدة مخمورة
أبحث في المدن الأخرى
عن زهرة المطر
تنام على سرير البحر
وأحلم بغيوم تمطر توتاً
تمطر عشباً
ومواعيداً لنوافذ الإنتظار
أجد جسدي الطيني
يقف على حدود النجمة
يصبح رأسي باب هواء
تعبر عيني نوافذ عارية
وأجلس حد الصلاة
لأعود إلى العاصفة
كل مساء
مثل جهات دون خطى
فيغفو قلبي في كهف الصلصال
أتوب من الحلم
وأهمس لنهر الغرباء
خذوا مزامير الرحيل
ودعوا زهد الموت لي
لحظة الإنشطار
تغتسل الفراشات بالمرايا
والأجنحة قضبان لاتدرك الظل
يمتد صوت الشمس أبيض
أخفي النهر في جيبي
يموت التراب وتهجع قبيلتي
أرتدي الغيوم
وهم يبتلعون الوقت
أهدروا المطر فهاجر الفجر
وأتاني حديث الماء عارياً
تحول حزني إلى مرآة عتيقة
وبكى الطريق كثيراً
أنا خلف حلمي
أقايض كوة الموت
بماء الإستغفار
دخلت جلدي المغزول
بلا رأس
تدلَّى وجهي إلى حضن الأرق
كي أنام
تحطَّمت مرايا الرماد
فبقيت في رفات الجمرة وحدي
كغيمة ثلج
حين غفوت
والتحفت مقبرة المدينة
استيقظت والناس موتى
كانوا على شفا موجة متشردة
وقربان
هذا الوجع حقيقي
مازلت في مأتم
أتلو تراتيل الإمطار
أوصاني الرصيف فتاهت خطوتي
وأسلمت زادي للدرب
فوأد عيني
دفنت وهمي
تحت ريش الوقت الراقد
جلدني حارس المركب
بنار الظمأ
يتسلَّل في سرداب يقيني
فراغاً بحجم مقبرة
أرحل على بعد خيبة
وبضع رماح
وأهبط على مقربة
من نوافد الخوخ
ومن ناي يحترق
لهذه الظلال جوع بأذيال
لهذا الجنون تقاسيم الماء
وعتمة بلا أسوار