23 ديسمبر، 2024 9:06 م

في مثل هذا اليوم المشؤوم 9/4/2003 بغداد لم تسقط .. بل حقاً دخلها الساقطون

في مثل هذا اليوم المشؤوم 9/4/2003 بغداد لم تسقط .. بل حقاً دخلها الساقطون

نعم .. في مثل هذا اليوم الأسود والمشؤوم .. وبعد أن شن تحالف الأشرار المتمثل بالمحفل الفارسي الماسوني الصهيوني المقيت حملته الشريرة الهمجية البربرية الثالثة على العراق  خلال عقدين من الزمن , وقام على مدى 21 يوم من القصف الهمجي التدميري الممنهج بتدمير كافة المواقع العسكرية والمعالم الحضارية والمدنية للبنى التحتية والفوقية للدولة العراقية , وتحديداً منذ 20 آذار 2003 وحتى تاريخ 9/4/2003 , حيث قاموا برابرة ومغول العصر بحملة جوية مكثفة فاقت في قوتها التدميرية حرب عاصفة الصحراء ( حرب الخليج الثانية ) مستعرضين قوتهم وأحدث ما أنتجته مصانعهم وترسانتهم العسكرية , بعد أن طوروها وزادوا من قوتها التدميرة . ليجعلوا من العراق ساحة حربهم الوحيدة في العالم , وحقل تجارب ومختبر لهذه القوة الغاشمة ,  من أجل بث وزرع الرعب والخوف ليس فقط في نفوس أبناء الشعب العراقي , بل في نفوس الشعوب والدول الآخرى التي تعارض هيمنتهم وغطرستهم وتغولهم وسطوتهم بعد أن أصبحوا القطب الأوحد في العالم , كما أننا نجزم بأن الشعب العراقي  ومنذ التسعينات ربما يكون الشعب الوحيد الذي تعرض لمثل هكذا عدوان بربري غاشم , أو كان الأكثر معاناة من بين جميع الشعوب التي استهدفتها ودمرتها امبراطورية الشر هذه من ذي قبل , بالتعاون مع حلفائها الأشرار من فرس وصهاينة , ويعتبر شعبنا الشعب  الأكثر تعرضاً واستهدافاً في منطقة الشرق الأوسط الذي تحمل ما لم يتحمله أي شعب على وجه الكون من ويلات ومآسي الحروب والحصار الوحشي الذي حرمه من أبسط مقومات الحياة وحقوق بني البشر على الاطلاق , لقد أدى هذا الاستهداف الثالث للعراق والقصف الوحشي في النتيجة , إلى تدمير كل ما تم بنائه واعماره بسواعد العراقيين الأبطال بعد حرب ما سمي بعاصفة الصحراء عام 1991 التي توعدوا فيها العراق آنذاك بأن يعيدوه إلى القرون الوسطى ,  بحجة وذريعة تحرير الكويت !؟.

بلا أدنى شك سيقترن هذا اليوم وهذا التاريخ الأسود والأسوء في تاريخ العراق , في ذكرة الأجيال ليس فقط كونه غزو همجي بربري من عدو تاريخي مجرم يكن العداء للعرب والمسلمين والعراق وشعبه بالذات , بل سيقترن وسيبقى محفوراً في ذاكرة الأجيال .. كصفحة سوداء وكوصمة عار وشنار في جبين كل من تآمر وساعد وسهل وروج للاحتلالين الفارسي والأمريكي ,  وباع وطنه وشعبه وأرضه وعرضه بأبخس الأثمان . فبالرغم من آثار الغزو والاحتلال وجميع مخلفاته السلبية والتدميرية , حاول ومازال يحاول .. ليس البعض .. بل جميع سياسي الصدفة من الخونة والعملاء والجواسيس وبكل صلافة ووقاحة وخسة ودنائة .. أن يجعلوا من هذا اليوم الأسود عيداً وطنياً . 

ففي مثل هذا اليوم استباح حفنة من شذاذ الآفاق والمرتزقة العاصمة بغداد , فعاثوا في مرافقها الحيوية ووزاراتها ودوائرها الخراب والدمار , والنهب والسلب والحرق لكل ما هو جميل وحضاري فيها , هؤلاء الأوباش الحاقدين والمتخلفين وأصحاب الزوايا المظلمة والتاريخ الأسود الحافل بالرذيلة والعمالة للأجنبي , هؤلاء مجتمعين  جاءوا خلف غبار دبابات اسيادهم الأمريكان , مازالوا يعتبرون هذا اليوم يوم النصر والتحرير العظيم , ويحتفلون في كل عام في مثل هذا اليوم بسقوط  واحتلال بغداد .. بغداد العروبة .. بغداد حاضرة الدنيا وعاصمة الرشيد .. بغداد السلام , ولهذا نقول لهم ولأسيادهم في قم وواشنطن وتل أبيب موتوا بغيضكم .. فبغداد … لم ولن تسقط أبداً مهما حاولوا وفبركوا وزوروا الحقائق , بغداد احتلت وتعرضت عبر التاريخ لغزوات همجية طامعة بخيراتها وثرواتها وموقعها الفريد الذي اختاره الله لها كعاصمة الدنيا الأولى في العالم , لكنها دائماً في نهاية المطاف تنتصرعلى الظلم والطغيان والباطل , وتدحر المحتلين وتذيقهم مر الهزيمة , هذا هو قدر العراق والعراقيين منذ الأزل وسيبقى حتى قيام الساعة .

ولهذا مرة أخرى نود أن نطمئن الجميع محبين وحاقدين , ونقول لهم بالحرف الواحد , بأن بغداد في مثل هذا اليوم لم ولن تسقط أبداً .. بل دخلها الخونة والساقطون والمنحرفون والطائفيون واللصوص والمزورون , في مثل هذا اليوم دخلها المنافقون والدجالون وسماسرة الأوطان والدين والمذاهب والطوائف من جميع القوميات , ومن أولئك الأشرار عبدة المنصب والدرهم والدولار , لملوم وسقط متاع تربوا في أحضان أولياء نعمتهم وأجدادهم الفرس والصهاينة ’ الذين ظلوا لعقود طويلة يعتاشون على فتات موائدهم , وهم يتسكعون على أرصفة دمشق وطهران وقم ولندن وباريس ردحاً من الزمن , يجوبون دول العالم شرقاً وغرباً من كندا حتى استراليا  , يعرضون بضاعتهم  الرخيصة والبائسة ( خيانة الأوطان ) بأبخس الأثمان لمن يدفع أكثر , نصابين زوروا أسمائهم وألقابهم وكناهم , سراق محترفون بلا قيم ولا دين ولا أخلاق , ينطبق عليهم نصاً وحرفياً قول الزعيم الألماني ” أدولف هتلر ” الذي قال مقولته الشهيرة الخالدة :

( إن من أحقر الناس الذين صادفتهم في حياتي .. هم من أولئك الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم ) .

ولهذا قلناها قبل الاحتلال بسنوات , وقلناها خلال حقبة الاحتلالين , ونقولها الآن والاحتلال وعملائه يحتضرون وقريباً سيندحرون .. يا أبناء أمتنا العربية ويا أبناء شعبنا العراقي المنكوب , نقولها لكم بكل صراحة وثقة وطننا وأرضاً وشعباً لم ولن يستعيد عافيته أو يتعافى من هذه الأمراض وهذه الأدران الطائفية , ولن يستعيد حريته وحدته الوطنية وكرامة ولحمة أبناء شعبه بكل قومياتهم ومذاهبهم وطوائفهم ودياناتهم , إلا بوضع حد ونهاية مشرفة لهذه الحقبة المظلمة , بعد أن يهب الشعب العراقي هبة رجل واحد من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه , ويقوم على الفور بعد التوكل على الله وحده  بقطع دابر هذه العصابة المارقة , ويقوم بكنس  هذه النفايات , وكل أشكال وألوان ومخلفات وأدوات وزبانية الاحتلالين فوراً وقبل فوات الأوان , وعلى الشعب العراقي الصابر الحر الأبي أن يعقد العزم ويصفي النية الوطنية , ويضع مصلحة الوطن والمواطن فوق جميع الاعتبارات بما فيها الانتماءات الدينية والمذهبية والقومية , فجميعها لله .. لكن الوطن  كان ومازال وسيبقى للجميع .

خلاف ذلك لا قدر الله سنبقى ندور في هذه الدوامة والحلقة المفرغة , ومن محنة إلى محنة أشد , وأزمة تلد أزمة , وكارثة تلد كارثة أكبر من سابقاتها , وسيبقى المسفيد والرابح من هذه وغيرها من الأزمات والمحّن فقط أسياد سياسي الصدفة , وعصابة جمهورية المحمية الخرقاء وسط بغداد , وسيبقى الخاسر الأكبر والأول والأخير هو الشعب العراقي المنكوب  بكل مكوناته .

أخيراً لا يسعنى ونحن ندخل العام الثالث عشر من تاريخ هذه النكبة الوطنية الكبرى , إلا أن نتضرع ونبتهل إلى الله العزيز القدير جل في علاه  , أن يجعل هذا العام  عام 2015 وهذا التاريخ المشؤوم 9/4 , خاتمة السوء والأحزان وحق دماء العراقيين الأبرياء , وأن يعيدهم  إلى وطنهم وديارهم معززين مكرمين , بعد أن أبعدوا وهجروا من بلادهم وديارهم بدون أي وجه حق … اللهم آمين .