عندما يكون الوطن، في ظروف حرجة، مثل التي نمر بها الآن، يصبح التباطؤ في إنجاز الأعمال خيانة، ويصبح ترك الأعمال الواجبة كفرا بالوطن.
العراق، بلد متعدد الطوائف والقوميات، ومتعدد المشارب الفكرية، ومتعدد في التوجهات السياسية، وتختلف فيه طرق قراءة التحركات السياسية، فالبعض يرى كل تحركا سياسيا للخارج هو خيانة، والبعض يرى أن كل المشاكل، سببها داخلي، والكل متعصب لرأيه لدرجة مخيفة!!
قبل أيام، زار وزير النفط عادل عبد المهدي، فرنسا، التي درس فيها الماجستير، ويتقن لغتها، ويمتلك معارف كثيرين فيها، قال البعض أن زيارته كانت لعائلته، بالرغم من كونهم في بغداد!!
وآخرون قالوا: أن الزيارة كانت استجماميه، لغرض الانتقال، من أجواء بغداد الى أجواء باريس، ثم قالو … وقالوا…
ولكن، عبد المهدي أخرس الألسن عبر تحركاته البارعة، في باريس، فما أن وصل لمدينة الأضواء، التقى بوفود كبيرة من شركات فرنسية نفطية؛ لحلحلة أزمة الديون التي يملكوها على العراق، وكيفية تسديد الأمر، بطريقة لا تؤثر، على العراق خصوصا، أنه يعاني من شح مالي.
بعد ذلك، فاجأنا عبد المهدي، بكونه يجلس على طاولة مباحثات لوحده، في جانب والرئيس الفرنسي، وست من وزرائه، في الجانب الآخر، في جلسة غريبة، من الناحية البروتوكولية لدولة العريقة مثل فرنسا، وغريبة من الناحية العملية، كونه وزير واحد بمقابل نصف دزينة من الكابينة الحكومية الفرنسية!!
هذه الاجتماعات، لم تكن لتكون بهذه الفخامة، لولا أن شخص وزير النفط العراقي، هو عادل عبد المهدي، فهم يعرفون أن من يسير العمليات في الكابينة الحكومية العراقية، هو عدد من الأشخاص، منهم، عادل عبد المهدي فجالسوه، لمعرفتهم بقيمته، فهم يقدمون المصلحة، حتى على البروتوكولات، بالرغم من، التصرف اعتبرته صحف فرنسية، مهينا لمكانة فرنسا العالمية !
أنتهى الاجتماع، برسالة سرية، يحملها عبد المهدي، للكابينة الحكومية العراقية، تحمل في طياتها، ملفات اقتصادية كبيرة .
مسك ختام السفرة، كانت التوقيع على أتفاق، مع شركة توتال الفرنسية، لإنشاء أكبر مشروع بتروكيمياويات في الشرق الأوسط، يكون في الجنوب؛ ليمتص البطالة في الجنوب