يعتقد الكثير من العرب ودول الإقليم بل ويراهنون على إن إيران ستتخلى عن حلفائها في المنطقة إن زاد الضغط الدولي أو الإقليمي عليها لكن دائماً يتفاجئون بالعكس ..!
في زيارته الأخيرة إلى إيران بدا الانزعاج واضحاً على وجه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ويبدو انه قد تفاجأ بالموقف الإيراني خصوصاً بعد استقباله من قبل وزير الاتصالات الإيراني دون مراعاة للأعراف الدبلوماسية … كما والظاهر إنه قد فشل ايضاً بإقناع إيران ( المنتصرة في معركتها حول ملفها النووي ) بالوقوف على الحياد بالأزمة اليمنية … لكن إيران وكما عودت الجميع بأنها لا تتخلى عن حلفائها … ها هي اليوم ترسل سفينتين حربيتين إلى المياه الدولية قبالة سواحل عدن وهو كما يبدو رسالة واضحة إلى قادة ( عاصفة الحزم ) ودول الإقليم .. إن إيران لن تتخلى عن حلفائها في اليمن ولن تتركهم لوحدهم وكأن العرب لا يتعلمون من الدروس السابقة … مثلاً في الملف السوري راهن العرب ودول الإقليم كثيراً على إطالة أمد الحرب حتى لو كان ذلك على حساب تدمير سوريا وتشريد شعبها ..عسى أن ترضخ إيران وترفع يدها عن بشار الأسد لإسقاطه .. لكن الدعم الإيراني لنظام الرئيس السوري بشار الأسد استمر طيلة أربعة سنوات من الحرب المدمرة بتكاليفها الباهظة على الاقتصاد الإيراني الذي يعاني من وطأة العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي ولم تتراجع قيد أنمله عن دعم حليفها السوري .!
أضف إلى ذلك الدعم إلايراني منقطع النظير إلى حليفها القوي في لبنان حزب الله اللبناني .. هذا الدعم الذي لا يخفيه السيد حسن نصر الله ويذكره بأحاديثه دائماً…وقد ذكر في أكثر من خطاب له إن إيران حليف استراتيجي يمكن الوثوق به على الأمد البعيد ولا يتخلى عن حلفائه لأي سبب كان ومهما اشتدت الظروف .
هذا الالتزام .. لانجده عند العرب فدول الخليج مثلاً وبعد أن ورطت الشعب السوري وأوهمتهم إن النظام السوري سيسقط خلال أسابيع ها هي اليوم تتركهم يواجهون مصيرهم لوحدهم بعد تم تدمير سوريا وبأيدي أبنائها موالون كانوا او معارضون للنظام .! حيث قننت او قطعت الكثير من المساعدات عن الشعب السوري عدى السلاح طبعاً بغية إدامة الصراع وعجلة التدمير الدائرة ألان في سوريا .
ونراهم اليوم يتفرجون على الشعب السوري كيف يقتلون بعضهم البعض … مشردين في كل أصقاع العالم والسؤال هنا .. لماذا لم تكلف دول الخليج نفسها بأن تؤمن للاجئين السوريين المسكن والمأكل على أراضيها بما تمتلكه من إمكانيات واسعة جداً حيث تستطيع أن تستوعب كل من تشردوا بسبب خططهم ومؤامراتهم الفاشلة .
واليوم تعيد نفس الدول السيناريو ذاته … فبعد أن فشلت في سوريا ها هي تنقل الحرب إلى ارض اليمن لتجرب حظها العاثر مرة أخرى .
وبعد تدمير اليمن وتشريد أبنائها وزرع الفتنة بينهم كما زرعوها في سوريا .. سيرتدون خائبون كعادتهم وسيتركون اليمنيين يواجهون مصيرهم لوحدهم .. وسيتركون الساحة خاليه مرة أخرى للإيرانيين لتثبت لهم إيران مرة أخرى إنها لا تتخلى عن حلفائها .