18 ديسمبر، 2024 6:47 م

نون نحن قادمون..!

نون نحن قادمون..!

يعتقد من كاد وجودهم ينعدم بين العراقيين، ولم تعد الآذان صاغية؛ لأصوات مومبؤة، عزلها الشعب في محجر التخاذل والخيانة، بعد أن إنحرفوا الى هاوية التآمر، فهم لا يريدون تسويق الإنتصارات الكبيرة، وتحويلها الى نقطة إنطلاق لإقتلاع داعش من أرض العراق؛ لأنهم نيام على ماضي سحيق يتمنون عودته، وأن كلف أنهار من الدماء.
سيلعن التاريخ كل دور مشبوه، ساعد في فقدان الأرواح، والأموال وخراب العراق.
ممارسات لا تمت الى الإسلام بِصلة، ولا للإنسانية بتقارب، وتختفي وراءها دول أقليمية معادية للعراق، وبالضد من العملية الديموقراطية والدستور وحق الشعوب، وقد وقعوا في فخ الإنحراف، وفخخوا الشوارع والبيوت؛ متلذذين بدماء أخوتهم وأبناء عمومتهم، وحتى آباءهم وأمهاتهم، أن خالفوا عقائدهم.
ساهمت التضحيات بشكل فاق توقعات داعش وأذنابها، برص صفوف المجتمع، ورفدت المعركة بطاقات فرقتها المصالح السياسية، وصقلت الطوعية؛ ما تولد من شوائب الأنانية؛ وأثارت قدرة التنظيم، وتهذيب علاقات مزقتها قوى محلية لمصالح خارجية، وجندت شعب لمواجهة خطر يداهم وجوده.
تحققت إنتصارات تكريت؛ بفعل مشاركة الجيش والشرطة، والحشد الشعبي وبعض العشائر، وعادت الحياة الى طبيعتها بعد ساعات من التطهير؛ نتيجة مشاركة أهلها، وتقديمهم تضحيات ومعلومات إستخبارية، ومعونات غذائية.
أمتزجت دماء تضحية على أرض الوطن، وإنخرط المسيحيون والأيزيديون؛ في جهاد الّذين شوهوا صورة الإسلام، في وقت ما تزال بعض من القوى السنية؛ غير مقتنعة بمقولة الإمام السيستاني ” السنّة أنفسنا”، وعارضها قلة من الشيعة بوصفها (إنبطاحية)؟! وكلا الطرفان المذكوران؛ إتخذوا من الطائفية أوراق، لزيادة الأرصدة الشعبية والسلطوية.
أن إهتمام المرجعية بكل الطوائف، لم يكن بمعزل عن المسيحين؛ حيث إعتبرتهم مكون أساس في المجتمع العراقي، وإعتبروها نقطة مضيئة تلتقي بها مكونات العراق، نتيجة تم تعرضهم المستمر للقتل والتشريد، كما لم تترك المرجعية الإهتمام بالأيزيدين، والتركمان والشبك والصابئة، وكل الأقليات.
(ن) حرف من كلمة وطن، وفي شرعية داعش من تكتب على باب بيته؛ تعني التهجير والقتل وإستباحة أمواله وعرضه، وعلى أثرها فجرت الكنائس، وما عاد لهم مأوى في وطنهم، وهم يتنقلون بين المخيمات، على أمل أن تفتح دول أبوابها، وهي تقصد التغيير الديموغرافي للعراق.
أقام المسيحيون قداس بمناسبة يوم القيامة، وفرح لهم جميع العراقيون، بمزيج من دموع الفرح والحزن، بعدما تحررت بعض كنائسهم بأيادي عراقية.
شارك الشيعة والسنة في تلاحم يدعو للفخر في تكريت، وفي تطهير نينوى سيشارك، المسلمون،المسيحيون، الشبك، الأيزيدون، التركمان والصابئة، ونينوى كغيرها، عراق مصغر.
العراق شعب متنوع الأطياف، وخليط بشري؛ كوصفة دواء بمواد كيمياوية للعلاج، ولا يمكن أن يعطي الفعالية؛ بنقص أحد المكونات، وأن كان السنة أنفسنا، والشيعة أجسادنا، فقد صار المسيحيون أرواحنا, ويشاركون بالجهاد، وتقويم الإنحراف، الذي أصاب بعض نفوسنا.