18 ديسمبر، 2024 8:41 م

عاصفة الحزم تكسر انوف آل سعود عدة مرات

عاصفة الحزم تكسر انوف آل سعود عدة مرات

صحيح ان ميزان القوى يميل لجانب الكيان السعودي فقد زودتهم امريكا بأكبر ترسانة عسكرية حديثة مقابل المليارات من الدولارات وهي كذلك حليف ستراتيجي لقوى كبرى على راسها امريكا اضافة لباكستان ومصر وتركيا والكثير من الدول الاخرى.

وربما تستطيع السعودية من تحقيق شيء يعد نصراً عسكرياً مؤقتاً بسبب عدم توازن ميزان القوى هذا بين تحالفها الضخم وبين اليمنيين المساكين بعد تدمير هذا البلد المستضعف وقتل الكثير من الابرياء لا لشيء الا لأمر واحد هو دفع الخطر الحوثي المزعوم بعيداً عن آل سعود.

ولكن وبعد ثلاثة اسابيع من القصف الجوي الحاقد والشديد لما يسمى (عاصفة الحزم ) لم يلاحظ المراقبون الا:

* ان الحوثيين لا زالوا يقاومون بعد ان استطاعوا امتصاص الهجمة وبدأوا بالمهاجمة واخذوا يهددون عدن وقاعدة العند. هذا بعد ان اخذ الكثير من السعوديين مسؤولين ومحللين سياسيين ومؤيديهم ومنهم وزير خارجية اليمن المزعوم بالوكالة ووزير النقل الاكثر ظهوراً في وسائل الاعلام بتوجيه التهديدات وكثيراً ما رأيناهم وهم يتبجحون بتلك العنجهية الغبية التي امتازوا بها حتى ان احدهم وكان في مقابلة على فضائيتهم العربية مع الاعلامي عبد الباري عطوان يرد عليه بكل غطرسة وغلو، ( اننا ماضون في تنفيذ مخططنا في اليمن شاء من شاء وابى من ابى ).

هذا وقد خرجوا علينا في اليوم الاول من عمليتهم ( عاصفة الهزم ) بقولهم ان العملية اتت اكلها في الربع الساعة الاولى منها وها هم بعد ثلاث اسابيع يطلبون تدخل ايران او غيرها لوقف اندفاع الحوثيين نحو عدن كما ظهر علينا وزير خارجية اليمن بالوكالة وهو يطالب بذلك وبعدها كما ذكر يتم ايقاف الحرب ثم الدخول في مفاوضات وتكلم بهذه اللهجة المخففة بعض معلقيهم السياسيين امثال عارف ابو حاتم وسعد بن عمر. كما ان لغة بيان مجلس وزراء السعودية الاخير اختلف في حدة نبرته واخذ يتكلم عن الطلب لفتح حوار وانهم ليسوا طلاب حرب الامر الذي يعد بحق كسر انف آل سعود وغطرستهم بسبب رعونتهم وانسياقهم وراء حقدهم الطائفي وخوفهم من الشعوب المتحررة وهو ما اكدنا عليه في مقالتنا (غباء طائفية آل سعود واقتتال العرب..).

وان بحث مجلس وزراء باكستان امكانية الدخول في الحرب ضد اليمن يعد فضيحة كبرى بحق السعودية فهو امر يكشف عن حاجتها لكل هذه المساعدات والتدخل من قبل قوى اخرى لاسنادها ضد قوة صغيرة كقوة الحوثيين وصالح وان امريكا اعلنت بدورها هذا اليوم الاربعاء ارسال قوة متطورة على وجه السرعة لدعم السعودية في ( عاصفة الحزم ).

* كما ان رسالة الرئيس الروسي بوتين الى القمة العربية في شرم الشيخ تعد كسراً آخر لانوف آل سعود حيث اكد فيها على ان الامور بين العرب يجب ان تحل بالحكمة وعبر الحوار وليس عبر شن الحروب مما اثار ضغينة وزير خارجيتهم المرتعش واخذ يرد بشكل فوضوي دون مراعات للرؤساء العرب المتواجدين في القمة.

* ويتملكنا العجب وانا شخصياً اصبت بالدهشة عند سماعنا بما اعلنته تونس من انها ستعيد التمثيل الدبلوماسي مع سوريا وستعيد سفيرها الى دمشق. يأتي هذا بعد ان كانت حاضرة في القمة واستمعت لرد سعود الفيصل وهو يوجه كلامه لبوتين بان الرئيس السوري فاقد الشرعية، الامر الذي يعني ان تونس لم تكترث بكلام آل سعود ولم تعترف به وهو ما يعد بحق كذلك صفعة توجه لآل سعود تكسر انوفهم مرة اخرى.

* واخيراً انكشاف كذبهم واعلامهم المزيف فقد تمادوا بكذبهم بان جميع اليمنيين معهم ، ولكن بعد هذه الاسابيع القليلة يخرج علينا نفس اعلامهم ليعترف بان الكثير من قادة الجيش مع علي عبدالله صالح مما حدا بما يسمونه رئيس اليمن المزعوم منصور هادي باقالة رئيس اركان الجيش ونائبه وقائد الاركان، ولهذا فلنا ان نتساءل من هي القيادة التي ضد صالح والحوثيين اذن؟. هذا وقد طبّلوا في بداية عاصفتهم بان احمد صالح نجل علي عبدالله صالح زار السعودية قبيل العملية العسكرية وقد عرض عليهم طلبه بعض الضمانات له ولابيه مقابل تمرده على الحوثيين ولكنهم رفضوا حسب زعمهم الذي لايمكن ان يصدقه احد فهم يمنحون مليارات الدولارات في سبيل كسب الآخرين كما هو معروف عنهم.

* وان آخر ما آلة اليه الامور ومستجداتها ان يعترف وزير خارجية دولة الامارات في مؤتمره الصحفي هذا اليوم مع وزير خارجية اليمن المزعوم بالوكالة بانهم اتخذوا قرار غير طبيعي لان الظروف غير طبيعية كما زعم وعلى حد قوله وقال نريد حلاً سلمياً لانهاء الازمة. والسؤال الذي لم يسأله احد من الصحفيين الحاضرين والذي يجب ان يجيب عليه بكل صدق، من بدأ هذه الازمة الهوجاء المخجلة، اليس الكيان السعودي؟. وقد اعترف الوزير الاماراتي بان هذه المأساة لم تنتهي بالطريقة العسكرية.

انها ليست صفعة وكسر انف لآل سعود فقط انما تعد احدى فضائحهم التي كثرة جراء عاصفتهم الخائبة وربما يكون القادم ادهى وامر فلا يمكن للشعوب ان تهزم في عقر دارها.

هذا ولا يجب ان ننسى خيبة امل الكيان السعودي وافتضاح امره وضياع جهوده الوقحة والخبيثة ومن وراءه من قوى كالكيان القطري والصهيوني والتركي والاردني في العراق وسوريا في دعمهم بكل ما اوتوا من قوة لداعش والمجاميع الاجرامية الاخرى الخارجة عن الشرعية حقاً في العراق وسوريا فهو الامر الذي كان اشد ايلاماً على آل سعود والهاجس الاكبر وراء ما يسمى ( بعاصفة الهزم ) التي تعد بدورها كسر حقيقي كذلك لانوف آل سعود.

ولهذا ليس لنا الا ان نقول يعيش الشعب اليمني وكل الشعوب المستضعفة المظلومة ويسقط المستكبرون الخونة المتسلطون على رقاب شعوبهم دون وجه حق.

وهو تعالى من وراء القصد.