18 ديسمبر، 2024 9:59 م

رسائل وتداعيات تفجيرات لندن

رسائل وتداعيات تفجيرات لندن

عندما تدقق النظر والتحليل فى التفجيرات التى تحدث فى أوروبا، ستجد معظمها بيحدث فى 3 دول فقط، هما المانيا و فرنسا و بريطانيا، لم يكن الأمر صدفة فى الجمع بين الثلاثة دول لأنهم تقريبًا قادة أوروبا والمتضرر الأول من الصراعات فى الشرق الأوسط والمستضيف للاجئين الشرق الأوسط وفى نفس الوقت هما أكثر ثلاثة دول بيتم جذب إرهابيين أوروبيين منهم للانضمام فى صفوف الإرهاب الدولى الذى يوجه هجماته للعالم العربى

فلو تم النظر للتفجيرات كأنها أفعال شخصية كنوع من رد الفعل العكسى لعودة بعض المواطنين الأوروبيين المجندين فى صفوف الإرهاب لأوطانهم، ومن ثم قيامه بعملية انتحارية او إرهابية ضد دولته ، سيبقى السؤال الأهم ما هو الهدف من التفجير ؟ هل لمجرد الاعتقاد بأن المجتمع الأوروبى مجتمعًا كافرًا ، وإذا كان كذلك ، فلماذا لم يتوجه للمجتمع الإسرائيلى من منطلق الأولوية؟

ويبقى السؤال الأهم ، لماذا لم يقوموا هؤلاء الإرهابين بتفجيرات إرهابية فى الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل ؟
1- هى نفس الاجابة التى ستجعل تلك الدول تصمم على محاربة الإرهاب من خلال العمل على استقرار سوريا و العراق والذى لم يتحقق من خلال مفاوضات أستانا رفضًا منهم فى الخضوع لرغبة روسيا وأهدافها
2- هى نفس الاجابة التى تجعلهم يرضخوا الأن ليس لـ بوتين فقط انما لأردوغان أيضًا حتى يقفل حدود تركيا على اللاجئين ويتصدر هو فقط لمواجهة التطرف ومنع تمرير اللاجئين لأوروبا من حدوده
3- هى نفس الاجابة التى ستجعل تلك الدول تنقلب على تأييدها المطلق للولايات المتحدة واسرائيل وتميل نوعًا ما لروسيا وحلفاؤها والذى سيساعد فى هذا انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى وهذا على عكس المتوقع من وقوف تلك الدول بجانب الولايات المتحدة الأمريكية مع تلميحات ترامب عن ارسال قوات أمريكية للشرق الاوسط بحجة مكافحة الارهاب
الدليل الذى يثقل ما سبق ، هو قيادة الولايات المتحدة الأمريكية لعصر الحلفاء الذى تم تكوينه مؤخرًا فى آسيا بقيادة أمريكية ضد الصين و روسيا، حيث انضمت اليابان للمشاركة في أكبر تدريبات عسكرية بحرية مشتركة مع الولايات المتحدة لأمريكية و بريطانيا و فرنسا ضد توسيع النشاط العسكري الصينى بالمنطقة فى أكبر استعراض للقوة والقدرات العسكرية البحرية منذ الحرب العالمية الثانية

وتم ارسال رسالة من خلال تلك التدريبات مفادها تحجيم التوسع الصينى فى آسيا بعد إعلانها تحدى القانون الدولى – فى وجهة نظر الغرب – فيما يخص بحر الصين الجنوبى

لذلك فالذى يحدث الأن فى أوروبا بين روسيا والولايات المتحدة ، والذى سيحدث خلال الفترة المقبلة هو باختصار شديد، علم فن الإدارة بالأزمة.
وعلى الأدهى والأكثر ذكاءًا والأكثر توظيفًا لقدراته وقوته ، أن يفرض سياساته ونفوذه فى الفترة المقبلة وعلى الجميع ( دول العالم الثالث ) السمع الطاعة.