باقر الصدر منا سلاما .. أي باغ سقاك الحماما | الشاعر داود العطار
في التاسع من نيسان تطل علينا ذكرى شهادة المرجع والمفكر محمد باقر الصدر وأخته المجاهدة أمنة حيدر الصدر ” بنت الهدى “
لو لم يفعل صدام شيئا من جرائمه سوى قتل محمد باقر الصدر , لكان قتلا للبشرية , وقتلا للعلم , وقتل العلم هو قتل الحياة .
محمد باقر الصدر صاحب كتاب فلسفتنا الذي قال عنه وزير التربية ألآردني ألآسبق يوم صدور فلسفتنا في عام 1959 قال ذلك الوزير : لم أجد فيلسوفا عنيدا نازل الفلسفة الماركسية وفند مقولاتها مثل محمد باقر الصدر ومحمد باقر الصدر الموسوعي صاحب كتاب أقتصادنا , والبنك ألاربوي في ألآسلام , وغاية الفكر في علم أصول الفقه , وفدك في التاريخ الذي وجدت مكتبة برلين تضعه في واجهة كتبها , ومحمد باقر الصدر صاحب كتاب ” ألآسس المنطقية للاستقراء ” هو واضع نظرية التوالد الذاتي في تفسير المعرفة البشرية من خلال الدليل ألآستقرائي , مما جعله يقف على رأس ريادة المعرفة البشرية بعد أن كان أرسطو يتربع على عرش المعرفة بالمنطق ألآرسطي الشهير لمدة عشرات القرون حتى بزغ نجم محمد باقر الصدر الذي جعل المذهب الذاتي يتقدم على المذهب التجريبي والمذهب العقلي , وعند صدور كتاب ” ألآسس المنطقية للاستقراء ” كتب فيلسوف مصر زكي نجيب محمود يسأل عملاق الفكر المعرفي محمد باقر الصدر قائلا : لمن كتبت هذا الكتاب ؟
فأجابه السيد محمد باقر الصدر قائلا : حتى يبدأ الغرب يأخذ عنا ؟
محمد باقر الصدر هذا لايزال مظلوما في وطنه العراق , لآن الجامعات لم تعطيه حقه كما أعطته جامعات اليابان وأوربا وروسيا وأمريكا , ولآن وسائل ألآعلام المرئية المسموعة والمقروءة لم تخصص لمحمد باقر الصدر مايتناسب مع موقعه في الفكر العالمي بأعتباره أبا للمعرفة البشرية ,ورجل يحمل هذه العنوان يحق لوطنه أن يفتخر به , ويعطيه حقه من الثناء والتقدير حتى يكون ذلك منطلقا لتشجيع العلم والعلماء .
أن حق محمد باقر الصدر علينا نحن العراقيين , أن نتمثل فكره ومشاريعه , فالرجل لم يكن طائفيا , ولم يكن فئويا , ولم يكن منعزلا عن تطلعات ألآمة , ورهن حياته في سبيل خلاص ألآمة من جبابرتها وطواغيتها حتى يعطي للشباب أملا في مستقبل أفضل .
محمد باقر الصدر أعطى الحوزات الدينية حضورا أكاديميا منفتحا, وأعطى الجامعات روحا أيمانية حتى لاتعيش في غربة فكرية أريد لها أن تنكمش عن هموم ألآمة , محمد باقر الصدر, أعطى المرأة وزنا أنسانيا قياديا , فكانت بنت الهدى مشروعا لآعادة الثقة بالمرأة الرسالية .
محمد باقر الصدر أول فيلسوف ومفكر أبتكر طريقة ألآيمان بالصانع وهو ” الله ” بواسطة الدليل ألآستقرائي ” وليس عن طريق ” العلة والمعلول ” و ” السبب والمسبب ” كما كان شائعا عند الفلاسفة , هذا هو محمد باقر الصدر فيلسوف بحجم البرهان , ومفكر بحجم المعرفة , فلنطرز أحتفالاتنا بذكراه , ومناسباتنا بموهبته , فأنه رجل كان يعمل على بوصلة السماء .