التصعيد الطائفي الإقليمي العربي هو نهضة داعشية لأنارة علم يزيد الأمة العربية من عجيزتها الى أخمس مخالبها، ولحشد جيش يزيد الجديد لنحر رؤوس الذين خبوا لنصرة الإنسان العراقي وتحريره من قبضة مخالبهم.
لم ينهض الحسين ع لأجل عروبة الأعراب ولسانهم، بل نهض للذود عن النفس الإنسانية وقيمها الحقة، كما نهض الحشد الشعبي العراقي اليوم بكل أطيافه للذود عن حياض الوطن وحياة إنسانه. فهم من يمثلون الخصال الإنسانية والقيم الحقة في الهوية العراقية بكل ألسنتها.
فقل أنا عراقي عربي اللسان أو عراقي كردي اللسان أو أي لسان ولاتقل عربي فقط. نعم قل عراقي لتتميز بالنكهة الإنسانية المفقودة عند هولاء العرب الدواعش وأذنابهم في العراق. فليس كل من تكلم العربية وعاش بينهم إكتسب عروبة الأعراب أو أصبح عربي منهم.
بل قل لاأتشرف بهكذا عروبة نحرت الحسين ع وكل أهل البيت وشيعته وإلى اليوم تنحر فيهم وتجتمع في السر لقتلهم، كما إجتمعت لقتل رسولهم.
الرسول أصله عراقي ولسان أجداده عراقي، ومن نسله أهل بيته. أكرمه الله بقوله..( وإنك لعلى خلقٍ عظيم).. وهذه التربية الأخلاقية له منبعها من دجلة والفرات، وإلا فالعربان من أين تأتيهم الأخلاق الإنسانية، فالله تعالى بذاته وليس أنا، من صرح بذمهم في كل خصلة من خصالهم، التي مثلت عروبتهم فيها، إلا ماندر منهم، فأكثرهم كفار بحق حياة الإنسان والإنسانية، وشاهد القرآن ما بعده شاهد ومؤرخ لأفعالهم وحياتهم، إذ يقول فيه عنهم ..( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون). العروبة مفهوم يمكن أن تتمثل في أي أجنبي لأنها خصال أخلاقية تزين مظهر الإنسانية وليست في اللسان والجنس من شيء، وأغلب خصال العروبة من الشجاعة والكرم والصبر مشخصات تستتبع الذكر الجميل، وهي مرغوبة كصورة إجتماعية ممكن أن تجتمع في الظالم والعادل على حد سواء إلا الشهامة. فعروبتهم إذن مشخصات الأنا للتفاخر الإجتماعي ولاتفصح عن المعايير الأخلاقية الإنسانية الفذة بالضرورة، كالشهامة وعلو الهمة المصاحبة للشجاعة التي تنشر المحبة وتزيل البغضاء، وتجل حياة الإنسان وتكرمه من كونه إنسان في أي أرض ومن أي نسب أو عنصر كان. لكن للأسف متوفرة في القلة القليلة من العرب، الذين يعانون من هذه الأعراب كًلٌ في بلدانهم المسماة عربية. وبإنتفاء هذه الشهامة بالشكل العام فيهم يتضح لنا جلياً سبب عدم حصول أي خدش في ضمائرهم، وأنفسهم وعروبتهم، وهم يحزون رأس بنت رسولهم سابقاً، أو رؤوس الأبرياء في مجزرة سبايكر وسابقاتها الصدامية. هؤلاء هم النفايات الإعرابية الطائفية البغيضة، ويكفينا القرآن وصفه وحكمه عليهم. القرآن كتاب سماوي للإرتقاء بالشهامة الإنسانية وليس بعروبة الهمج الرعاع فاقدي الشهامة والإنسانية. فنوروا العراق بإنسانيتكم وشهامتكم فهذه عراقيتكم، ولاتستضيئوا بنار عروبة المشركين.