* هنيئا للعراقيين، مسارهم على سكة الخير ومبارك لقواتنا الأمنية ما يحققون من بطولات وطوبى للعبادي عز شعبه الذي دعم أركانه بالأمان
أتفاءل بتزامن تحرر “تكريت” من رجس “داعش” مع بركة عيد “القيامة” خيرا يفيض بتوحد كلمة المسلمين والمسيحيين والعرب والكرد والتركمان والصابئة، سيرا نحو “بيجي” و”الانبار” و”الموصل” ريثما تلتقي الإرادات المؤمنة، على الولاء لله والعراق.
الإيمان بالرب والوطن، صلة قوامها الانسان؛ لأنه “ملح الأرض؛ فإذا فسد الملح بما يملح” كما تنص الآية الإنجيلية المقدسة، تكاملا مع الآية القرآنية الكريمة “وخلقنا الانسان في أحسن تقويم”.
إذن منطلق النصر ومنتكس الهزيمة هو الانسان؛ يفيض من داخله موقفا خارجيا؛ فإذا كان قوي الشكيمة، ذا عنفوان لا يهادن؛ حقق نصرا بينا على أعدائه، وإن إستخذى على نفسه، راكعا لمناوئيه، داسته سنابك الخيل، وخسفت سقف بيته الذي يظل عياله سترا يحول دون الفضيحة.
عودة الروح
تحرر “تكريت” أعاد ثقة الشعب العراقي، بجيشه، وحرر الجيش من الصفة الملاصقة له، منذ تأسيسه في 6 كانون الثاني 1921، لحد الآن؛ الا وهي كونه جيشا وجد لقمع مواطنيه، وليس الدفاع عنهم؛ لأن الدولة العراقية كلها، أسستها بريطانيا في 23 آب 1921؛ ضد شعبها؛ كي لا يضطر الجيش الانكليزي لمواجهة العراقيين!
تأكد ذلك بتسخير الطاغية المقبور للجيش، في ضرب الكرد، طوال عقود، ووئد إنتفاضة آذار 1991، بفظاعة منقطعة النظير.
و”تكريت” المهمة الأولى التي يقوم بها الجيش لصالح الوطن، وكلما إرتكبه من قبل، كان لصالح أفراد ضد مصلحة البلد، ولعلها مستهل المجد الحقيقي.. إن شاء الله.. تديم الأمل بإنتظام إيقاع العلاقة، التي توطد ايمان المجتمع بقوات مسلحة تحمي وجوده وتسهم في أمانه، على غير ما كنا نعانيه من قلق مجيء الجيش كي يهين كرامتنا.
واثقا من أن “بيجي” و”الأنبار” و”الموصل” قاب قوسين من رحمة الله، تطهيرا لها من دنس أغلال “داعش” عودا الى حضن البلد، محمولة على “زمور التفك” فالرجال يصنعون قدر أممهم.
رجل المرحلة
ملحمة ولاء وطني أولا، جعلت من الجيش صدى تنفيذيا لأرادة الشعب، وليس سيفا مسلطا على رقبته لصالح ثلة متنفذين.. ثانيا، وتأكد ان قائدا مدنيا، خالص الوطنية، مثل رئيس الوزراء د. حيدر العبادي، قادر على قيادة جيش وحشد
وطني بمؤازرة البيشمركة وأبناء المدن المستعادة؛ في تحقيق نصر مشهود، على قوة مستحكمة في المكان،… إلا “ان الله متم أمره ولو كره الكافرون”.
إنه رجل المرحلة، وموطد قدم المستقبل، على سراط السداد، هذا ما لمسناه، من حسن تعاطيه مع المعضلة، بهدوء لا شعارات ولا صوتاً عالي فيه؛ إنما فعل ناجز، لم ينسبه لنفسه، قدر ما وضع ذاته في جوهر الحدث، وترك “القلم يرفع والحبر يجف”.
مرضى “داعش”
كشفت هزيمة فلول “داعش” في “تكريت” أن هناك عملاء متغلغلون في العملية السياسية، بعضهم خونة فعليين “أشكرى” وبعضهم… “قطط تدعو على أهلها بالعمى؛ كي تأكل عشاءهم مستولية عليه لوحدها” لأن مصالحهم الشخصية والفئوية تضررت.
وهؤلاء أوهى من ان تعتمد عليهم قوة تخريبية، وتلك القوة، لا تعنى بهم، سواء حين إغتصبت مدنا أم حين غادرتها، حاسرة الغطاء عنهم، وتاركة أياهم لملاقاة قدرهم من الحساب العسير امام القضاء العراقي النزيه، والذي قد يبلغ الإعدام.. غير مأسوف عليهم.
إذن هي علاقة ينسجها الشيطان على نول الباطل، يستسيغها الذين في قلوبهم مرض.. “يضحك لها السفهاء، ويبكي لها الحلماء”.
السيد المسيح “ع”
أجد أن الله ورسله يقفون معنا.. شعبا ينشد الحياة، بينما الأقدار تحول بينه ورفاهه المقدر.. “شباننا تريد الهوى والبين ما خلاها” فهل بعد الآن يحول البين بيننا والهوى.. دعاء صادق أتضرع به لله، متوسلا جلاله بما لمحمد وعيسى وموسى وخلفائهم الراشدين وآل البيت المطهرين، من شفاعة لدى ربوبيته، ان يكف شر الحاقدين على العراق، ويجعل بأسهم بينهم رادا غلهم الى نحرهم، وأن يعزز نصر العراق على أعدائه برجال يجيدون توظيف ثرواته الغزيرة، في صنع الرفاه المسالم الرخي.. بعيدا عن الحروب والحصارات والإرهاب وإفتعال الأزمات، التي تقض مضجع المواطن؛ كي نشغل بهموم تأمين متطلبات حياته اليومية، عن مساءلة الحكومة بشأن فساد أفرادها.
طوبى
هنيئا للعراقيين، مسار حياتهم المقبلة، على سكة الخير سبيلا للعيش الرغيد، يتمتعون بثرواتهم، إسوة بشعوب محيطة بهم، تفوقنا رفاها، من دون ثروات.
ومبارك لقواتنا الأمنية، ما يحققون من بطولات مشرفة، وطوبى للقائد العام للقوات المسلحة د. حيدر العبادي.. رئيس الوزراء، عز شعبه الذي دعّم أركانه بالأمان، وفق توصيف السيد المسيح، في قيامته من بين الأموات؛ مرتقيا الى السماء، وهي تحل علينا، بشرى قيامنا من رماد عنقاء الرافدين.