خَرَجَتْ تَحمِلُ رضيعها على صدرها ،وتقود باليد الأخرى أطفالها الأربعة، المتشابكين يداً بيد وكأنهم سلسلة تأبى الإنفراط رغم البكاء والعويل والهلع الذي أصاب جموع الناس المهرولين الى المجهول خشيةً من الموت على يد المسلحين المتطرفين الذين دخلوا المدينة .
أصوات الرصاص ودويّ الإنفجارات وقساوة اللحظات والمشاهد المروّعة هي الأخرى لم تستطع إن تفرط عقد سلسلة الأصابع الصغيرة المتشابكة والمربوطة بيد أمهم .
حاولت الإقتراب منهم ومساعدتهم بحمل أحد الأطفال والسير به لكن السلسلة أبت أن تنفرط..!!
أصوات تتعالى هنا وهناك ومناداة بأسماء أشخاص من قبل نساء ورجال على بعض الذين تاهوا بين حشود النازحين الذين تركوا المدينة على حين غرة ..!!
وكنتُ أنا قبل ذلك أُنادي على زميلي المصور (علي ) الذي فقدته بين حشود الآلاف من النازحين .
وهنا تبادرت الى ذهني قصيدة قديمة لشاعرة من بلادي عنوانها (كنا على المعلق نلتقي)
كفكفتُ المناداة على علي ،وقلتُ في قرارة نفسي وبصوت خافت ( ياعليّ على بزيبز حتماً سنلتقي ) ..!!
*****