26 نوفمبر، 2024 1:50 م
Search
Close this search box.

التيارات الاسلامية والنهاية المؤلمة

التيارات الاسلامية والنهاية المؤلمة

لقد استطاع الفكر الاداري الحديث او نظريات الادارة الحديثة ان تبين الكثير من الامور التي كانت غامضة او غير متاحة في عملية الادارة بمفهوميها الشخصي والعام ومن هذه الامور التي بينها علم الادارة الحديث ان الادارة او مفاهيم الادارة ومبادئها لن تكون هي السبب الرئيس في النجاح مالم يكن هناك من ينفذها او يطبقها بمثل ما اريد لها واي خطأ او فشل لا يكون في اي حال من الاحوال ناتجا عن هذه المفاهيم وتلك المبادئ والامثلة على ذلك كثيرة جدا ولعل اظهر مصداق يواجهنا في هذا الزمان هو تصدي الاحزاب الاسلامية للإدارة العملية بعدما كانت تلك الاحزاب او الجهات تتناول الادارة بمفهومها النظري لا غير وبقراءة بسيطة لأيديولوجية الاحزاب الاسلامية نجد انها تشترك في عدة نقاط منها :

1. الاعتماد على شخصية معينة كأن يكون مرجعا دينيا او مفكرا اسلاميا ومؤسس لحركة او حزب يتم التعامل معه على انه الاب الروحي والمفكر الوحيد .

2. الاعتماد على بساطة وفطرة الناس المتأتية من طيب السرائر وبساطة التفكير .

3. الترويج او التمهيد لإقامة دولة العدل الالهية المنتظر اقامتها في اخر الزمان .

4. مدارة العقل الجمعي ومحاولة مسايرته والحرص على عدم الخوض في الجزئيات او المساس ببعض الثوابت التي تربى عليها المجتمع وان لم تكن تلك الثواب ثوابت بالمعنى الادق .

5. محاولة ابراز عيوب الاخرين كأشخاص او كجهات والابتعاد عن بيان ما تملكه الاحزاب نفسها من افكار .

هذه بعض النقاط التي تكون هي المحور الذي تتمحور حوله اغلب الاحزاب والحركات الاسلامية وهناك نقطة مهمة ومهمة جدا وهي محور المقال وهي ان هذه الاحزاب او الحركات الاسلامية تشترك في نهاية واحدة وهي ان هذه الاحزاب تبدأ قوية ثم تتسع وبمرور الوقت يتولد نوع من الضغينة والحسد للشخصية الكاريزماتية المتصدية للقيادة والادارة فينتج عن كل تلك الامور انشقاقات داخلية في جسم الحركة او الحزب في بعض الاحيان تكون في السر وما ان تحين الفرصة بموت الشخصية القائدة فيحصل هناك الانفجار التنظيمي وتتشظى الحركة الى عدة حركات مستقلة تكون في

النهاية اضعاف للحركة الام وتلاشيها وهذه النهاية المؤلمة والتي لا يتفق معي حولها البعض هي النهاية المحتمة او اليقينية لكل الحركات الاسلامية وعلى مختلف طوائف الاسلام ومنذ عشرات السنين ولا اعتقد انها ستتغير مادامت المقدمات التي تبنى عليها الحركات الاسلامية في نشأتها واحدة ومهما كانت الشخصية التي تتصدى لقيادة او ادارة الجهة علماً وامكانيات .

أحدث المقالات