لا تفارق ذكرياتنا صورة ذلك الرجل الشهم الذي امسك بفردة نعاله وهو يضرب به باكياً صورة الطاغية في وقت كان الاخرون منشغلين بالنهب وكان هو منشغلٌ بتلك الصورة يردد باكياً (هذا اشسوة بينة ) متحسفاً على سنين عمره التي اهدرها صدام ، حتى شدني صورته وبكائه واللتان لا تفارقان ذاكرتي لحد الان . وحتماً ان ابو تحسين والذي (عرفنا اسمه من الاعلام ) كان مثل كل العراقيين قد بنى الآمال والأحلام على القادم من الايام وتصور ان عمراً جديداً كتب له ولاخوته العراقيين ليسعد الباقي من ايام عمره ، ولم يتصور ان يطفوا على السطح ممن تربى على السحت الحرام وفاقد لكل غيرة المواطنة والشرف ليسرق ما تبقى من سني عمر ابو تحسين واترابه وسني عمر اطفالنا ونسائنا حتى تحولت فرحتنا الى دماء تراق في الشوارع والمدن لا ان تتحول الى دموع فقط من قبل البعض من الفاسدين من سراق المال العام . فتمت سرقة المليارات من الدولارات في وضح النهار وعلى الملأ والعلن باستيراد ادوات قتلنا باموالنا بدأً بالاسلحة الفاسدة لجيشنا الباسل واجهزة كشف المتفجرات غير الصالحة لاجهزتنا الامنية الشجاعة والمشاريع الوهمية والمشاريع التي بقيت حبراً على الورق والى غيرها وليس انتهاءً بمحنة الكهرباء الأزلية ،وغيرها مما جادت بهم خلقهم الفاسد من جلب كل الوان الاوجاع والعذاب لنا والذين اهدروا بذلك تضحيات الشهداء الذي ضحوا بارواحهم لاحداث ذلك التغيير وتضحيات الابطال الذي افنوا عمرهم في غياهب السجون والمنفى من الشرفاء من علمائنا ورجال الدين والسياسين. سارقين تضحيات اولئك مع ما تم سرقته . وها نحن نقترب بعد ايام لدخول السنة الثالث عشرة من ذكرى يوم نعال ابو تحسين لنجد حالنا بامس الحاجة لذلك النعال لصفع وجوه وصور الفاسدين الذين يستحقون نعال ذلك المسكين ونعال كل العراقيين ونقول (ذولة اشسووا بينا ) ، كجزء مما نستطيع القيام به للتعبير عن حالنا تجاه البعض من فاقدي الغيرة على الوطن والمواطن . على أمل ان يقوم السيد رئيس الوزراء العبادي وقضائنا والشرفاء من ساستنا واعلامنا الحر وهيئة النزاهة بكشفهم لمحاسبتهم وما أظن ذلك بقريب .