24 ديسمبر، 2024 2:23 ص

السعودي القناع؛ نشيّمه ينزع لنا عبائته.. فماذا سينزع لنا الإيراني؟ ,شيمته؟

السعودي القناع؛ نشيّمه ينزع لنا عبائته.. فماذا سينزع لنا الإيراني؟ ,شيمته؟

أنا لا زالت في حيرة من أمري ,كغيري من الحائرون, كيف لمواطن عراقي حاله حالنا تجمعنا عراقيّتنا يجمعنا سقف وطن واحد ولقرون طويلة على هذا الحال وعلى الحلوة وعلى المرّة ما يصيبنا يصيبه وإذا “به” ومع أوّل انقلاب سياسي للقدر تُكتشف عراقيّته ك”قناع”! يحتار المرء بمثل هذا وأمثاله..هل هو الموروث؟ كيف لعراقي يتوارث عراقيّته جيلًا عن جيل وإذا بها مجرّد قناع؟.. يتوارث قناع!.. منذ عصر البرامكة مثلاً.. أم قبله؟ ..أكيد قبله ,مع تقديري لعامل الاحتقان لتهديم “حضارة” رافقها تبديل دين وثقافة قسرًا وبالقوّة رغم أنّهم وببراعة مشهودة خلقوا من “إسلامهم” تميّزًا فريدًا ضمّنوه إسقاطات دينهم القديم امتدّ تأثيره على “السًنّة” أنفسهم بأبا حنيفة وبغيره ..لكن يطيب لنا القول أنّ المحتقنون دائمًا من الجاهلين ..وهنا يبرز لدينا تساؤل: ترى هل يملك الانسان كلّ هذه الطاقة من التحمّل وهذا الكمّ من الصبر أو الكبت أو التلوّن أو أو طيلة عشرات القرون, ولأجل الثأر؟ ..
هذا أيضًا قد يقودنا لمعتقد شاذ أنّ بإمكان مثل هؤلاء “الثأريّون” أن يلاحقونا بثأرهم إلى يوم القيامة نفسه, وقد تجري معارك هناك بين العرب وبين الفرس وفي داخل الجنّة نفسها! طالما الخيال يصبح حقيقة.. وهل مثل هذه “خصلة” اقتصرت على الفرس؟ ..أكاد أجزم بنعم ,إذ لم يفعلها أصحاب الحضارات الحقيقيّة من الّتي غيّرت علومها معالم ووظائف الجنس البشري كالحضارة العراقيّة ببابل وفي غيرها فلم يتحامل العراقيّون البابليّون على الفُرس لإسقاطهم بابل كما يتحامل الفرس اليوم ,وحضارة عظيمة كحضارة الإغريق كذلك لم يتحاملوا على الفرس رغم حروبهم المتكرّرة عليهم , والروم كذلك لم يتحاملوا على ما فعله العرب بحضارتهم وهذا ديدن جميع المتحضّرين فعلاً يستطيبون المال يحدّثون بنعمته ينسون من يؤذيهم حتّى ولو كان من وزن تهديم العرب لأعظم إمبراطوريّة عرفها التاريخ وأطولها عمرًا ورغم ما بدّلوا وظيفة أعظم وأضخم صروح العبادة في التأريخ لديهم واستبدلوا كنيسيّتها بأداء وظيفي دينيّ أخر, جوامع ومساجد, في دمشق أو في القسطنطينيّة مثلاً ومع ذلك تناسى الرومان تلك الأفعال الشنيعة وتعالوا على فاعليها وكأنّهم اعتبروها ظروف صعبة يعاني منها أقوام مثل الأعراب لذا فهي بنظرهم <من ضمن تجارب لا بدّ وتمرّ عليهم> ..أيّة عقليّة رصينة يتمتّع بها أولئك البابليّون والإغريق والرومان كم هم عظماء بنفوسهم نبلاء بأخلاقهم يستصغرون الثأر لذا استطاعوا إنتاج حضارات عدّة ومع كلّ سقوط في حين لم تطيق ذلك نفوس الفرس تقف بينهم وبين تحقيق ذلك افتقاد المرونة مع الآخر  ..فلو افترضنا أنّ القناع “ينبت إنباتًا” يتغيّر به وجه الإنسان يتماهى مع امتداد وانكماش الأحداث والنفوس ,فلماذا لم ينبت في وجه بقيّة العراقيين مثلما نبتت ونمت بوجه هذا النوع من العراقي المُحيّر والّذي بالإمكان قراءة ملامحه ومن سطور ما يكتب؟ ..ألا يتّعظ عراقيّينا المهوسون بإيران يرتدون أعلام العراق ويصفّقون لسليماني! هل يظنّون بقيّة العراقيين تنطلي عليهم هذه الألاعيب؟, ألا يتّعظون من الأوروبّيّون المهاجرون لأميركا وبقيّة القارّات كيف أصبح انتمائهم لوطنهم الجديد كاملاً لا شائبة فيه بل ودخلوا في حروب ضدّ دول أصولهم وأعراقهم تعود إليها ؟ ألم يتجحفل عراقيّو أميركا مع قوّات بلدهم الجديد ضدّ بلدهم القديم العراق؟ ألا تغارون؟.. هو “العراقي الموبوء بمرض الأوهام” نبت في وجهه قناع قد يخفي الانتماء الوطني الرشيد المتجذّر كما يُفترض في حين يُعلن انتمائه على حساب “جذوره” ,ألا يفكّر بمستقبله أمام “زملائه” العراقيين بعد انزياح الهوَس؟.. ثمّ أين الإنسانيّة في الموضوع؟ ..إذ لا فرق أن تكون الإنسانيّة المفقودة عند مثل هؤلاء موجودة لديهم كما يفترض حول ما يجري في العراق وفي المنطقة بل تشمل الوطنيّة والانتماء الإنسانيّ الحرّ في أيّة بقعة على وجه الأرض ..بإمكانك يا عزيزي المتمرّد بداخلك ضدّ عراقيّتك المستقلّة لحساب بقايا جذور تشعر بها ترفس في بطنك؛ أن تقنع السعودي إن كانت حاجتك لديه تخاطبه ولو كانت عواطفه كالصخر: “بداعت جهالك ..ما أشرب فنجان الكهوة إلاّ تعطيني مرادي ..كرامتي من كرامتك .. لَيَخُوْيْ تره آني بشاربك ..” الخ ..الصهيوني بيريز قالها بلسانه مرّة: “يمكنك أن تأخذ من العربي ما شئت فقط تراعي كرامته” .. الإيراني إن حضر جلالته وأعاد احتلال العراق كما يسعى اليوم بعد أن لبس العمامة وارتدى العبائة وفي نيّته يعيد تجديد “طاقه” طاق كسرى بأموال العراقيين بالطبع تحت بند “صيانة الأثار” يتمدّد تحت نخيل الجنوب ويأخذ راحته “على الآخر” وهو يحدّث نفسه مبتهجًا :”ها قد عدنا يا أبو سباهي, عادت لنا نخيلنا ومياهنا ..
عُدنا نتمدّد” ,هذا الإيراني المستعمر المقبل هل يفهم الشيمة بمعناها الإنسانيّ العظيم والّتي عايشها عراقيّو “التمرّد” ويعلموها لكنّها لم تلج قلوبهم المغلقة؟ .. وهل اشتهرت صفة إنسانيّة للساسانيين عرفها العراقيّون القدماء عنهم كي يفهم الفرس هذه؟ ..لا بالطبع ..بل اشتهروا بالبخل الشديد وبسرقة ذائقة الدول الّتي يستعمرونها ويلبسونها كفارسيّة العنصر كالآثار البابليّة والآشوريّة ,وعمليّة تحطيم الثور المجنّح على أيدي داعش تثير الشكوك ما قد يبرهن عن حقيقة انتماء داعش كي تبقى الدلائل الاشوريّة لدى إيران فقط! ..ثمّ ماذا قدّم كسرى للبشريّة؟ ,”الفالوذج” مثلاً أم الساهون أم “خبز الشكر”؟ ..عراقيّو الفيس بوك يصولون ويجولون نيابةً عن “جيرانهم” الفرس سرّاق الحضارات يتحدّون بهم عراقيّيهم!.. أنتم “الشيعة العرب” ماذا دهاكم ! ..الطائفيّة فعلاً سلاح دمار شامل ومرض قاتل بل أخطر وأشمل وأعمق تأثيرًا استراتيجيًّا من مرض الطاعون فالطاعون أمام هؤلاء الجهلاء حيوان أليف.. لا يخفى علينا ما لقيناه نحن كعراقيين من مؤامرات صاغتها مخابرات آل سعود كانت تقف خلف كلّ انقلاب عسكري في العراق أو في سوريّا أو في مصر ولغاية ما قام العراق بالدفاع عنها بشكل أهوج وعن مثيلاتها من دويلات الخليج, بالنيابة رغم أنّ أحداث اليوم برّأت ذلك الهوَج وأخذت تعيد النظر فيه لما ظهر من بواطن الفرس المخفيّة وما أبدته خلاياهم النائمة عندنا منذ قرون.. والأشدّ إيلامًا أنّ هذه الدويلات الخليجيّة هي من وقفت خلف حصار العراق ثلاثة عشر عامًا أذاقت به العراقيين الأهوال وأذاقتهم طعم الموت الجماعي ..لذا كان الأولى بنا الاصطفاف مع “الحوثيين” في اليمن كنّا نتمنّى ذلك ..
لكنّ ..هنا لا يتعلّق الأمر بهذه المملكة التافهة والدويلات المماثلة لها في التفاهة بل يتعلّق بمصير العراق نفسه علاوة على مصير العرب جميعًا بما فيهم النظام السوري الّذي تبدو واجهة أحداثه إيرانيّة في حين هي على العكس والإيرانيّون يعلمون بهذه الحقيقة فيحاولون تلبّس ما يجري في سوريّا لكنّهم يلقون الردّ المناسب من قادة سوريّا مع كلّ محاولة “سرقة” ..فما يجري في اليمن اليوم ليس مصير ممالك وأمراء الخليج بل مصير العرب مصيرنا جميعًا كعراقيين أيضًا.. من الواضح هناك رضا أميركي في الموضوع للتمدّد الإيراني ,لأنّ الأمر الديمغرافي أو الجغرافي لا يعنيها بقدر ما تعنيها آبار البترول ومصالحها بشكل رئيسي وتفرّق العرب ألّا يعاودوا “سيرتهم الأولى” ,فقد أحسن الشاه من قبل وأجاد رغم تسلّحه, لأسنانه بأكثر ما يتسلّح الوليّ الفقيه اليوم ولم تشتكي أميركا أو الغرب من خطورته يومًا ..يبدو أنّ هذا أمر “متّفق عليه سلفًا” زمن الشاه وحاليّاً ,ومفاوضات بغداد فضحت ذلك مبكّرًا ,إذ يكفينا تحسّس خطورة إيران من الهبّة العنيفة للملكة والّتي بدت الأقرب للتصرّف الهستيري منه من بداية لحرب ما يعطي دلالة واضحة على “مصير بدا يتأرجح على كفّ عفريت” أجبرهم على مبادرة الحرب ..حتّى بتنا نتلمّس تلمّس اليد طرائف تقلّب الأقدار والزمن فوجدنا أنفسنا ومن دون تخطيط مسبق وكأنّنا بادلنا دول الخليج التصفيق !..فمثلما صفّقت دول الخليج لنا يومًا ودمائنا تنزف على طول ألف ومائتا كيلو متر, ولثمان سنوات ,جاء دورنا لأن نصفّق عليهم نحن ..نصفّق لهذه الأعراب وهي ترمي بكامل ثقلها كثمل رمى نفسه على فراش ,فها هي دورة الزمن, المتوقّعة, ترينا الخليجيّ الكسول المتهطّل المترهّل مالاً وجنسًا وجسدًا وخمرًا وميسرًا يلقي بنفسه في أتون لهيب حرب قد تطول يعالج بها قلقه <مخافة عودته لموطنه الأصلي> موطن الأجداد ,صحراء الربع الخالي, خاصّةً وقد تخلّى عنه بنو باكستان الّذين قامت دولتهم واقتصادهم وميزانيّتهم وقنبلتهم النوويّة على أكتاف دويلات الخليج هذه فركلتهم بقدمها جزاء المعروف وهي تخاطبهم : اذهبوا أنتم وربّكم فقاتلا إنّا ها هنا قاعدون ..