ماتعرض له العراقيون على مر التأريخ وخلال الحقب والعقود والسنين المتأخرة من نوازل وزلازل واجتياح بربري وتتاري مغولي واحتلال عقب احتلال ،وما اصابهم من هزات كارثية ومآس وجور واضطهاد،وما لحقهم من ظلم واستبداد ،وحرمان وتشريد ومقابر جماعية ،على يد السلطة الصدامية البائدة ..كل ذلك في كفة مثقلة معتمة ،وما يتعرضون له اليوم وعلى مدى احد عشر عاما ، سنين ليست عجافا فحسب بل سودا قاحلات مسمومات متلفعات بالتراب والوباء ،تعج بالنواح والعويل ،وتنزف دما وارواحا وحشرجات.. في الكفة الاخرى!. ما نتعرض له اليوم طوفان كارثي جارف ، جانبه المرئي تكالب مسعور لجهات عربية ودولية مستعينة بحثالات الشعوب وعتاة مجرميها – ولكل جهة اهدافها – تظافرت مصممة على اسقاط التجربة الوطنية الديمقراطية وتجزئة العراق وتمزيقه، حتى اذا اقتضى الامر ابادة العراقيين جميعا!. هذا الجانب المرئي من الطوفان ،اما جانب الظل شبه المرئي له فيتمثل بجهات داخلية فقدت امتيازاتها وتسلطها السابق تحلم بعودة تلك الامتيازات والتسلط ،ولذا فهي على استعداد تام لدعم الخراب الوافد – بعد ان تخلت عن وطنيتها وباعت ضميرها وشرفها ومقدساتها- حتى وان لم يتحقق لها ما تريد، المهم لديها اسقاط التجربة الديمقراطية ولو بمحو العراق عن خارطة العالم !.
ما نتعرض له اليوم طوفان كارثي بكل المعاني ..الدواعش يدمرون كل شيء تصله مخالبهم الملطخة بدماء العراقيين، وابطال الحشد الشعبي والقوات المسلحة يتصدون لهم بضراوة في معركة وجود مصيرية ،الامر الذي يستدعي تظافر الجهود وتعليق كل المشاريع والمطالب والخلافات وحتى التظاهرات السلمية وتوجيه جميع الطاقات والامكانات لديمومة وتعزيز روح الانتصارات التي تحققها قواتنا المسلحة والحشد الشعبي حتى تحرير آخر شبر من ارض العراق الطاهرة . اعداد العوائل النازحة اضطرارا وهلعا وفرارا من الموت، تاركين البيوت والممتلكات ،وبعضهم نسوا اطفالا نياما وفروا هلعا ..تسمعون بالاطفال والشيوخ والنساء الذين يموتون كل يوم ،بل كل ساعة… 300طفل ماتوا بسبب اكلهم اوراق الاشجار وهم يتضورون جوعا . الجهد الحكومي وحده لا يكفي لصد الهجمة المغولية وطوفان البرابرة،ولا يكفي لاستيعاب واحتواء ازمة المهجرين والنازحين .اجلوا حتى الحج والعمرة والزواج .