الحديث عن نظام الحكم في العراق, قديمٌ جديد, أصوات بدأت تتعالى, وتطالب, دون البوح عن مسمى المستفيد! مطالبات تروم الى قلب نظام الحكم في العراق “نيابي ـ رئاسي” فهل يا ترى عاد الحنين الى تسلط الجلاد..؟ أم أشتاق هذا الشعب الى صدام؛ بجزئه الثاني..؟ البعث الصدامي الذي أجاد صياغة الحكايات الدموية طيلة عقود, كان وما يزال, تجربة مفزعة لجميع مكونات الشعب العراقي, وعلى ما يبدو فأن بعض الأوساط الغير معلنة عن نفسها, تسعى الى أعادة الجزء الثاني من مشاهد التراجيديا الحزين, عبر المطالبات بنظام رئاسي.
رئيس منتخب, يتحكم بمال البلاد والعباد, وشعب يصفق على جراحه, دون ما يعرف أنه الضحية بامتياز, ليبقى الشعب في مرمى صدقة الدول الكبرى, يستجدي منهم المساعدة, والتدخل؛ بغية الخلاص, من هذا الجلاد أو ذاك ..!
وهناك قراءة وسط تعدد القراءة, تبين رغم مكنونات الحدث, أن جهات مستفيدة من تلك الهجمة الإعلامية المنظمة, والمحركة لرأي الشارع العراقي, والمطالبة بقلب نظام الحكم الى رئاسي! لأنها وبعد الحصول على الموافقة, ستوجه الشارع مجدداً, الى أشخاص ليسوا بعيدين عن القرار السياسي, في العملية السياسية اليوم, فهم تركوا كرسيهم الزائل, بعد أرادة التغيير التي قادتها المرجعية العليا, وبعد أن سلموا العراق الى عصابات داعش, ولن أتطرق الى أسمائهم كي لا تكون تلك السطور؛ آخر سطور أكتبها في حياتي..!
مجلس النواب وبحسب أوساط سياسية مطلعة, فأنه يعاني من التشضي والانقسام, وبحاجة الى إصلاحات جدية بهذه المرحلة, لكن ليس من الصواب, أن نكون أداة بيد أجندات لا تريد بالعراق خيرا, فالبرلمان ومن يمثله هم من أختارهم الشعب؛ عبر الاقتراع, وأن أخفقوا في أداء واجبهم, سيكون للمواطن رأي آخر, بالدورة القادمة! أما أن نعمد الى أضعاف مجلس النواب, كجهة تشريعية ورقابية, أمرٌ ليس بمصلحة هذا الوطن, وبالحديث عن مجلس النواب, تأتي أهمية اختيار رئيس للتحالف الوطني؛ ضرورة محتمة على الكتل المنضوية تحت خيمة هذا التحالف, باعتباره الكتلة الأكبر في البرلمان, ولا بد من انتخاب رئيس له, ليساهم في توحيد الكلمة, والعمل وفق رؤية صحيحة وفريق منسجم.
العراق وبعد المرحلة الحرجة التي يمر بها, يحتاج الى زخم مستمر, لإدامة الانتصارات, والنظر بعين المصلحة العامة بدل الخاصة, لنعرف كيف نخلصه من أزماته المتلاحقة, على الصعيدين؛ الأمنية, والاقتصادية, ولا بد من توحيد الصفوف, سياسياً وشعبياً, لتكون كلمة العراق هي الفصل.