وأنت تبدأ بطي آخر أوراقك مع النزاهة لتجمعها وترتحل الى حيث لا يعلم الا الله , اجد من واجبي الشرعي والأخلاقي بل الإنساني ان أضع يديك على ما لم يتحدث به معك احد من مجاوريك ومدراءك وبطانتك التي امتصتك كما يمتص البعوض دم الإنسان ولا يعنيه امره , لاخبرك ان عليك وانت ما تزال على كرسيك الوثير الذي يتقاتل القوم على تسنمه وانت تعتليه وهذه وحدها عبرة لمن اعتبر , اخبرك ان تنتهز هذه الفرصة الاخيرة لترفع الظلم الذي سببه مدراءك لنا وتعيد الحقوق المادية والمعنوية لأصحابها وتصلح ما أفسده هؤلاء الظلاميون وفي طليعتهم علي قاسم الذي جلبته من دائرتك القديمة ونصبته بيديك فذبح الناس من الوريد الى الوريد وافسد كل جميل وزرع كل قبيح حتى أصبحنا ندعو عليه وعليك في كل مسجد ومورد يذكر فيه اسم الله تعالى , وأخبث ما صدر عنه الأعمام سيء الصيت المرقم (1372 لسنة 2014) والكثير الكثير مما صدر عنه واراد به اذلالنا واهانتنا والضرر بنا ماديا ومعنويا وكل ذلك تحت رعايتك وباسمك وستمثل به بيد الله حتى لو لم تكن تعلم لانه من عمل صنيعتك من المدراء , فعليك ان تصلح كل هذا الخراب لأنك بعد زوال منصبك ستكون مشلولا غير قادر على نيل إبراء للذمة من احد وتبقى كل هذه المظالم في رقبتك حتى يوم القيامة ولن تجد وسيلة للتوبة والإصلاح إلا بعودتك إلى منصبك مرة اخرى وهذه لن تحدث حتى يلج الجمل في سم الخياط .
صدقني … ستعيش حياتك كلها نادما على هذه اللحظات التي أضعتها من يديك إلى غير رجعة عندما تفيق الى رشدك, وليتك تفعلها الان وتنقذ نفسك من عذاب وصفه الله في كتابه بـ(الأليم) .
لن تنفعك صلاتك ولا الأضرحة التي كنت تزورها لان حق المخلوق عند الله لا يسقط , نعم قد يتسامح في حقه لانه الرحمن الرحيم لكنه لن يغفر او يتهاون في حقوق الناس تجاه بعضهم , سنواجهك عند الله ليحاسبك على كل دقيقة بل كل جزء من ثانية مورس بها القهر الاجتماعي والنفسي بحقنا من مدراءك المتخلفون الذين جلبتهم لتشتري بهم رضى المخلوق بسخط الخالق , وستتركم بعدك يظلمون الناس وانت تجلس في بيتك تتمتع بالسيئات والاثام التي تنزل في رصيدك الأخروي يوميا , فكر بما قلت لك جيدا قبل فوات الاوان بزوال عهد لن يعود واذكرك ان نفعت الذكرى بقول منسوب لسيد المتكلمين امير المؤمنين علي عليه السلام :
ستباشر التربــــــاء خدك
وسيضحك الباكون بعدك
وسينزلـــن بك البلـــــــى
وسيخلقن الموت عهــدك
و سيفنينك مثل ما أفنـــى
أبــــــــاك بلى و جـــــدك
لو قد رحلت عن القصور
وطيبها و سكنت لحــــدك
لـــــم تنتفـــــع إلا بفعــــل
صالـــــح قـــد كان عندك
و ترى الذين قسمت مالك
بينهم حصصا و كـــــدّك
يتلذذون بمـــــا جمعت لهم
ولا يجــــدون فقــــــــدك
نعم لن يذكرك الذين أحسنت إليهم وأسأت لنفسك بالإحسان إليهم بجعلهم مدراء دون استحقاق فعاثوا فينا فسادا , لكن سيذكرك المظلوم الذي تنام عينك وهو منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم , ستفهم كلامي يوما ما .