هناك حكمة مأثورة للمفكر العربي الكبير الحلاج تقول ( قل كلمة وامضي زد سعة الارض ) وهذه الحكمة كانت ولازالت تحدد بويصلة الاتجاهات في مسيرة حياتي . أما اليوم وأنا أسير في خطى الرؤيا الواضحة والحقيقة الساطعة لا أنطلق من ردة فعل إنفعالي وإنما من معطيات دكت أسافين في منطق الرأي الراجح والمعرفة التي لا تقبل القسمة على إثنين .. مجموعة إشارات ووقائع تمخضت بفعل الدم والتضحية والبطولة التي لابد ان تسجل بماء الذهب وتكتب ببياض صفحات التاريخ , ليس للتدوين والذكرى ولكن كمدرسة ومنهاج نتبناه كدرس بليغ تحفظه الاجيال القادمة . إمرأة عراقية تقول سأصنع كحلي من التراب العالق في أحذية الجنود وأبطال الحشد الشعبي , أمام مشهد كهذا كيف لقلمي أن يكتب وهل سأرفعه صلبانا لأعلق عليه حروفي عارية في الهواء , وهل للوحة أرسمها تمتلك المعنى إن لم أصنع عجينة ألوانها من تراب أخذيتهم .
وقول آخر لأثيل النجيفي محافظ الموصل الذي ظهر على قناة البغدادية أمس بوجه تملأه مساحيق الكراهية والحقد ومعه في جانب آخر أزلامه ومن على شاكلته الذين يرتادون فنادق عمان وهم يعاقرون النساء والخمرة ليلا وفي النهار يشحدون ألسنتهم وهم يتحدثون عن الجيش الصفوي , وأنا أسمع ذلك تصيبني قشعريرة وإنفعال وأكاد أغرس قلمي في أعينهم وأدس حبري في جوفهم النتن , أولاد الردة أنتم , وهند زوجة أبا سفيان لازالت على طاولة المؤامرة تعد العدة لأكل كبد آخر بعد أن ملأت جوفها من كبد الحمزة حينها ستغريكم لتلحسون فخذيها .
تحملوا نزقي وقرفي وأنا أتحدث بلغة الثورة , قاومت كثيرا وخسرت الكثير حتى إخواني لحديثهم المتكرر عن الطائفية وتلك الاصطفافات الكريهة ولكني أنا الذي أدعي الوعي والمعرفة أنقاد رويدا رويدا الى هذا البئر الطائفي السحيق فما بالك الانسان العراقي البسيط الذي فقد إبنه أو أخيه في سبايكر أو كان يقاتل في صفوف القوات الامنية والحشد الشعبي ماذا ستكون ردة فعله أمام هذه الهجمة الشرسة وهو الذي جاء ليقدم روحه قربانا لسيده من تكريت او الرمادي لينقذ شرفها بعد ان تخلى عنها أخيها وأبيها وأبناء قومها ليمنحون جسدها لداعشي قادم من الشيشان أو من أصقاع الارض هؤلاء جرذان العثة والنتن .
الآن وأنا في غربتي طوال الايام الماضية أتابع معركتنا المقدسة وأجلس القرفصاء واضعا رأسي بين أقدامي وأنا أرى شيخا عجوزا يحمل سلاحه ليقاتل وأنا الذي لازلت قادرا على حمل السلاح بعد أن حملته ذات يوم في إنتفاضة عام 1991 ضد النظام المقبور عندما رميت فرشاتي وألواني جانبا لأدافع عن أحلامي وأحلام شعبي البسيطة , وكيف كنا نمسك بالعشرات من رجال الحرس الجمهوري أبناء المنطقة الغربية والموصل الذي دفعهم صدام لمقاتلتنا , كنا نعطيهم الامان وحسن الضيافة والزي العربي ( الدشداشة ) وبعض ماملكت جيوبنا من النقود وحتى من الضباط لأن أخلاقنا وتربيتنا تستدعي ذلك وليس كما فعل هؤلاء الأوغاد للشباب في سبايكر . سحقا لكم أبناء الرذيلة وتبا لألسنتكم وأفواهكم التي تفوح منها رائحة زريبة خنازير , وأنتم أبطال الوسط والجنوب وكل الشرفاء من أبناء العراق إبعدوا تلك التربة التي تضعون جباهكم عليها أثناء الصلاة وخذوا حفنة تراب عالقة في حذاء مقاتل لتصلون عليها فهي أكثر قدسية وبهاء .. وهذا يليق بطقس عبادتكم من الآن .