وجه الخليفتان العباسيان ابو جعفر المنصور وهارون الرشيد مناشدة عاجلة الى السيد رئيس البرلمان سليم الجبوري ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي يطالبان فيها الرئاسات الثلاث عدم شمولهما بقرارات المساءلة والعدالة ورفع الاجتثاث عنهما ، وهما يؤكدان انهما لم يكونا عضوين في حزب البعث ولم ينتميا الى اي حزب عراقي ، قبل الف واربعمائة عام من الزمان الغابر!!
وجاء في الرسالة التي بعثا بها عبر وسطاء دوليين انهما ، أي المنصور والرشيد ، كانا السبب في بناء صرح شامخ تفخر به ليس امة العرب بل الحضارة الانسانية، وكانت بغداد خلال حكمهما محط اعجاب العالم المتحضر وكل متطلع الى الخير والفضيلة والأمن والسلام، وقد حصدت البشرية ثمار حضاراتهما الشامخة علوما وادابا وقيما وفلسفات ومباديء ، نهل منها العالم المتمدن، مايرفع رأس كل حالم بمجد الى السماء..
وناشد الخليفتان العباسيان مجلس النواب العراقي ومجلس الامن الدولي ومنظمة اليونسكو ولجان حقوق الانسان الدولية التدخل العاجل لرفع قرارات الاجتثاث عنهما في بغداد، لتعرضهما الى حملات ملاحقة ومداهمة واستهداف لرمزيهما ، بالرغم من انهما لم ينتميا الى حزب البعث او يكونا عضوين فيه!!
ويطالب الخليفة هارون الرشيد في رسالته ايضا المنصفين في العراق والعالم بنقل رفاته من ايران الى بغداد ، وعدم السماح للايرانيين بالانتقام منه كل يوم ، حقدا على موقفه من البرامكة انذاك ونكبتهم المعروفة ، يوم كانوا يقربون الفرس على ديوان دولته ، ويجري الان إرغام ملايين الايرانيين على ان يمروا عبر قبره ويدوسوا عليه وقد وضع داخل مرقد الامام الرضا عليه السلام، ويعرف اهل العراق مكانة هذا الخليفة العباسي ومناقبه وتاريخه المجيد الحافل بالماثر والحضارات الشامخة، لكون بغداد هي مقر انطلاقهما وهما يستحقان من اهلها ان يكون مرقد الخليفة هارون الرشيد في احد معالمها المهمة ، على مقربة من قبر السيدة زبيدة ، ليكون شاهدا للاجيال على مدى الحضارة الراقية التي اشادها هذا الرجل وكانت محط اعجاب العالم كله، يوم كان هذا العالم تلفه دياجير الظلم والظلام بينما ترتفع هامات اهل العراق وكل العرب في زمنهما بسبب مباهج الحضارة والتمدن التي أشاداها ، أي المنصور والرشيد ، في زمنهما الى السماء!!
ووجه الخليفة هارون الرشيد التماسا أمام المحكمة الاتحادية ومحكمة العدل الدولية لاجراء محاكمة عادلة له ان كان متهما فعلا بقتل الامام موسى الكاظم عليه السلام ، ولم يحكم عليه الخليفة هارون الرشيد وفقا للمادة ( 4 ارهاب ) أو اية مادة قانونية أخرى ، مشيرا الى ان الامام الكاظم (ع ) كان ضحية مؤامرة صاغها بعض مقربيه عن طريق ( مخبر سري ) للايقاع به أمام الخليفة ، وقد وضعه في السجن حينها كما يقول حفاظا على حياته من ان البعض ينوي استهدافه، الى ان لاحقوه في السجن ، ولقي حتفه على يد مندس وضع له السم في الأكل، ليقال ان الخليفة هارون الرشيد هو من وضع له السم في الطعام ، للتخلص منه، وأن ( المخبر السري ) هو من جمع كل الدلائل والقرائن غير الصحيحة لتقديمها للقضاء انذاك ، اذ كانت تربط الخليفة هارون الرشيد بالامام الكاظم(ع) صلات وطيدة وطيبة،ولم يبدو منه مايشير الى ان للرجل موقفا سلبيا من هارون الرشيد، وان لدى مؤرخي العراق المعاصرين مايثبت هذه الوقائع!!