تسميات كثيرة اطقلت على مؤتمر القمة العربية الذي عقد في شرم الشيخ بمصر ، منها مؤتمر الحزم والحسم العربي ، والردع العربي ، وهذه توصيفات تريح مشاعر المواطن العربي وتجعله يحلق في سماء النشوة بالزهو والقوة والاقتدار ، وتدفعه الى نسيان مآسي الماضي وفرقة الامة ، والتشبث بمستقبل عربي تضمنه وتحصنه او تبدأ في صناعته قوة عربية مشتركة مسلحة بالعدد والعدة ، بل الاهم انها تشكيل عربي خالص ينبض بالعروبة ووحدة الامة العربية هدفه القضاء على جيوب الاحتلالات وايقاف زحف الارهاب من اجل ترسيخ الامن والاستقرار في الدول العربية كافة .
قرار سليم وحيوي ذلك الذي اتخذه زعماء الامة في مؤتمر شرم الشيخ والذي يجسد على مايبدو صحوة عربية ازاء الملمات التي تحيق بالامة والتهديدات الخارجية والداخلية التي تعكر صفو الاجواء العربية التي ظلت متكدرة على مر السنوات الماضية، لكن تلك المبادرة العربية لم تكن امتداداً لمشروع نهضوي عربي انما جاءت كردة فعل آنية او مرحلية على اوضاع سياسية جرت في بلد عربي معين هو اليمن بالتحديد ، وهذه الاحداث لم يمض على وقوعها الااسابيع قليلة حتى جاء الفعل المضاد خلال ايام قليلة جدا تحت رعاية سعودية خليجية خالصة استطاعت ان تجند قوة عربية مشتركة شارك فيها من يبحث عن المال السعودي والرضا الخليجي دون ان يكون للمصلحة القومية اثر واضح في هذا القرار العربي الكبير.
ونتساءل لماذا تفتقت افكار القادة العرب عن تأسيس جيش عربي موحد يصنع المعجزات في الدول العربية التي تعاني من الاختلافات والاقتتال ، في هذه الايام وليس قبل سنين ، فالاوضاع المأساوية في الصومال مضت عليها اعوام عدة دون حل او تدخل عربي ، وهذا العراق ينزف دماً لوحده ولااحد يجيره ، تلك ليبيا ، وهناك سوريا ولبنان؟
الاتحرك الاحداث في هذه البلدان مشاعر القادة العرب ، ام ان اليمن وحدها القادرة على فعل ذلك ؟
انه قرار آني مبني على جني مصالح سياسية تستهدف هذا الطرف او ذاك ، ومحاولة لغلق ابواب الخوف المتربص على اعتابها بعد ان شعر بعض القادة العرب بان الارهاب بدأ يلامس حدودها كما اسمته ،وكأن الارهاب وليد اليوم ولم يكن صناعة غربية عربية.
شكرا للجامعة العربية والقادة العرب الذين نسفوا معاهدة الدفاع العربي المشترك لانها اصبحت مريضة وعاجزة ولابد من استبدالها بقوة عربية تتمتع بالحيوية ومجاراة الخارطة السياسية الجديدة وماتقتضيه المصالح العربية المحدودة من مراجعات دائمة.
ايها الاخوة ان الارهاب يجول في اوطاننا بعلم بعض قادتنا ، لكن دعونا ننسى ذلك ونتمنى ان تكون ادعاءاتنا مجرد اتهامات غير صحيحة ، ونعول على القوة العربية المشتركة في حل مشاكل بلداننا ومعاناتها من الاحتلال والارهاب والاقتتال، وان لاينتهي مفعول هذه القوة وتركن جانبا بعد تحقيق اهداف دول معينة في اليمن حسب.