23 نوفمبر، 2024 12:22 ص
Search
Close this search box.

فتوى للقتل أم كليجة للجائعين ؟

فتوى للقتل أم كليجة للجائعين ؟

ما يمر به العراق منذ احتلاله في نيسان 2003 ولغاية ألان هو أمر طبيعي لابد أن يحدث حينما نطلع على خفايا الأمور ، وعلى حجم المؤامرة التي بدأت بالعراق ولن تنتهي إلا بذبح كلما له علاقة بالدين والوطن والأمة جميعاً ، وحينها سيتحقق حلم إسرائيل الكبرى ، وشركاء المؤامرة واضحين ومعروفين منذ البداية ولن يحتاج المرء إلى ذكاء خاص كي يتعرف عليهم لأن جميع المستفيدين من هذا الهلاك المتعمد هو طرف تلك الجريمة ، أما أدوات التنفيذ ، فمنها من كان يختفي خلف شعارات التحرير والأنعتاق من الديكتاتوريات والتحول إلى شواطئ الحرية والديمقراطية ، ومنهم من كان ولا يزال يلبس لباس الدين المزيف ، كي يمزق الدين ، ويضحك على ذقون البلهاء من اللذين ينعقون وراء كل ناعق ، ولا ينتظرون برهة للتفكير بما يحدث .

العراق أصبح منذ دخول قوات الاحتلال ساحة للموت والخراب وبشكل مدروس وليس عفوي ، لم تتجرأ ما يسمى بالمرجعية على إصدار فتوى للجهاد ضد المحتلين ، خوفاً منها حتى لا تتهم بالدفاع عن النظام السابق ، هذا ما تسرب من ادعاءات تم نشرها وتداولها ، وبذلك قد ارتكبت ذنب أقبح حينما سمحت للمحتل من جيوش الغزو أن تطأ أرض العراق ولم تحرك ساكناً ناهيك عن حجم ونوع التعاون الذي حدث مع المحتل بالخفاء .

من جاء مع المحتل من سياسيي الفنادق اللذين جمعوهم كما تجمع الخراف ، كان سيدهم يعلم جيداً ، أن هؤلاء خليط غير متجانس على الإطلاق ، ولا يمكن أن يرتقوا ليصبحوا في يوم ما ، رجال دولة وحكم ، والسنين والأيام قد أثبتت ذلك من دون الحاجة لدليل .

المحتل ومن يقف خلفه قد أنتفع في أكثر من موضع ، فقد تمزق العراق ويقتل أبنائه يومياً بدم بارد ، وهدمت بناه التحتية ، وتهدمت أخلاق المجتمع وقيمه وتقاليده ، وقد حدث كل ذلك بفضل صراع السياسيين اللذين جيء بهم ، فقد اجتهدوا في زراعة الطائفية وإلغاء الانتماء للأمة ، وفتح مصاريع السرقات والنهب ، وتحويل العراق من بلد يتطور صناعياً وتجارياً ، إلى بلد مستهلك ومتخلف ومن الطراز الأول بكل السيئات والموبقات .

هؤلاء السياسيين دعمتهم المرجعية ، ودعت لانتخابهم ووقفت خلفهم ، ومن ثم تخلت عنهم إعلانيا ولكنها لم تتجرأ أن تعتذر للشعب وما حل به من كوارث بسبب هؤلاء .

صنعت لنا أمريكا والصهيونية داعش التي فرختها القاعدة ، وقد اختفى فجأة الجيش الذي بذلت له مليارات الدولارات وضاعت لأجله التنمية والتطور والعلوم والصناعة ، ولكي يتم أخفاء رزايا نوري المالكي المتهم الأول بكلما جرى هذا المالكي الذي دعمته وساندته المرجعية لثماني سنوات عجاف ، كان لابد من شغل يلهي المجتمع ويجعلهم ينسون ماذا حل بالجيش وبالأموال التي صرفت له ، صدرت فتوى الجهاد الكفائي .

من يكون بميدان المعارك في ديالى وصلاح الدين والأنبار أو عند حدود محافظة نينوى ، يدرك بدقة أن ما يجري لأولئك الشباب المندفعين المخلصين من زهور العراق ورياحينه ، وهم

يزجون بأتون المعارك من دون تدريب أو خبرة أو كفاءة ، وكذلك وهم يقاتلون ببطون خاوية وجائعة ، لا يصلهم العتاد أو الدعم أو الطعام حتى يقتلون بالعشرات أو المئات .

من قام بإصدار تلك الفتوى أليس من الواجب عليه أن يدرس حيثياتها ، ويهيئ مستلزمات نجاحها وديمومتها ؟ أم هي مجرد فتوى لأشغال الشارع وتحويل تفكيره إلى مناحي أخرى ، من أجل تبرير أفعال ذبحت الناس إلى أفعال تقضي على ما تبقى من الأمل في حياة ممكنة وليست كريمة كما هو مطلوب .

أليس من المعيب أن تتبرع البيوت بصناعة الكليجة لأجل إرسالها لجبهات الحرب من أجل تعويض عدم وجود الطعام وسد رمق الجائعين من المقاتلين ؟؟

من أفتى وهو ينام على مليارات لا تعد ولا تحصى ، لماذا لم يفكر بإرسال ولده أو من يخصه ليقاتل مع المقاتلين كي يفهم معنى فتواه التي أطلقها ؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات