2 فبراير، 2025 10:12 م

يعيش العراق ولو في بعض مناطقه المحتلة من قبل دولة داعش الارهابية حالة من الارتياح والاطمئنان المستقبلي ان دولة داعش هذه لايمكن ان تستمر الى مالا نهاية وأن بوادر اندحارها وهزيمتها قد بانت في الافق خاصة بعد انحسارها والقضاء عليها في مدن وقصبات كانت يوما ما معقلا لها ولايمكن حتى التفكير بطردها او حتى مواجهتها ومنها منطقة جرف الصخر في بابل ومناطق في ديالى وفي المناطق التي احتلتها حديثا في الشمال الغربي العراقي مثل مناطق وقرى سنجار وكركوك والامل يحدوا العراقيين للقضاء على هذا التنظيم وبلا رجعة ليصبح تاريخا تتصفحه الاجيال في
ايقونة النضال لهذا الوطن ..
ظهرت ومنذ فترة للعلن وبعد تطهير بعض المناطق من هذا الدنس حالات ردة الفعل والأخذ بالثأر واتهامات لبعض القوميات او لبعض العوائل والمناطق التي يضن البعض انها كانت يوما حاضنة لهذا التنظيم وسهلت له دخول تلك المناطق وبالتالي قتل ابناء لتلك المناطق او ان ابناء بعض المدن والقصبات كانوا هم الذراع القاسية في الفتك في ابناءهم او طردهم من من مناطقهم او الاخبار عنهم او نهب ممتلكاتهم وأموالهم وحلالهم وتهديم دورهم وجرف اراضيهم ..شهدت بعض المدن المحررة حديثا ردات فعل معاكسة اتجاه البعض من تلك القصبات والقرى والعوائل ودخل المسلحين الى تلك
القرى والمدن وخطفوا وقتلوا وجرفوا وهجروا اهلها بحجة انهم كانوا هم الحاضنة او الوتاة في تسهيل دخول داعش الى تلك المدن ,,ففي منطقة سنجار حصل مثل هذا الامر بعد ان حررت قوات البيش مركة بعض من قصبات سنجار ثار اهالي تلك القصبات على العرب في القرى المجاورة وعاثوا فيها خرابا واتهموهم بقتل الايزيديين وسهلوا دخول داعش الى مناطق سنجار ..والامر لم يكن هناك فقط ففي مناطق اخرى في المدن المحررة ففي ديالى ايضا حدث الشيء نفسه والتوقعات تشير الى حدوث فتن لا تحمد عقباها في حال اندحار داعش من بعض المناطق في الموصل وتلعفر وقرقوش وقره قوين وتكريت
والرمادي وبيجي وفي مناطق حزام بغداد وسامراء ..
ان همجية داعش عند دخولها لي مدينة تجعل المواطنين في تلك المناطق امام خيارين لاثالث لهما وافضل واحسن وأسهل الخيارين هو اشد مرارة من الاخر فأما ان تكون مع داعش لتسلم بنفسك ومالك واهلك وتصبح موالي وتوالي امير دولتهم وبالتالي ينطبق عليك القول انك عضو من اعضاء تلك العصابة لك مالهم وعليك ما عليهم وهذا الخيار يجعلك وابنائك في حال من الذل والهوان وتصبح منفذ مطيع لأوامرهم ولا تستطيع ان ترفض لهم اي امر وأي رفض يعني قطع رأسك وتعزيرك وهدم بيتك وسبي نساءك لتصبح العدو لهم وهذا يعني ان دمك مراق وكل ما تملك هو ملك للدولة الاسلامية ..وهذا الوضع
الجديد التي جبرتك عليه الظروف ضنا منك انه الخلاص يعني عليك ان تتلبس بجلباب داعش من رأسك الى اخمص قدميك واول ما ستكون هو عدو لدولتك التي انت تعيش فيها وثانيا عدوا لكل من يعادي الدولة الاسلامية واكيد ان اعداء هذه الدولة حسب مقاييسها ومعايرها هم بعض من الاخوة والجيران وابناء العمومة اللذين ابوا ان يغوصوا في مستنقعها وها انت تجد نفسك عدوا لكل هؤلاء اللذين هم بالامس كانوا اخوة لك واصدقاء وتتعايش معهم بكل معنى كلمة التعايش ..
والخيار الاخر وهو لايقل صعوبة عن سابقه هو ان تهرب انت وعائلتك وتترك كل ماتملك في محلة لتنجوا بنفسك وتحافظ على شرفك وشرف اهلك على اقل التقادير وتصبح لاجئا ومهجرا تدور في مدن العراق تبحث عن مأوى يؤويك وتبحث عن ايدي تعينك على ما انت عليه وهو خيار صعب لاتستطيع يوما ان تقلبه في عقلك لتجد له حلا ..
اذن ما يحصل الان في تلك المناطق هو امر ذات معاناة ليست سهلة كما يتصورها البعض تجعل منك اما موالي او عدو والحالان انت من يدفع الثمن الغالي لجيرانك ووطنك ومدينتك ولا ينتهي الامر بأنتهاء داعش ورحيلها فمشوارك سيطول وربما لسنين ايضا لأن الجميع يضن انك من سهلت على قتله وتهجيره وسلب امواله وتسببت في تهجيره من سكناه ,, يحصل هذا الامر احيانا في العائلة الواحدة والعشيرة الواحدة فيغرر في الاخ ويصبح من الدواعش ويعترض الاخ الاخر ويصبح من المقاتلين ضدها في الخندق الاخر وربما يصل الحال الى المواجهة بين الاخوين ودحر احدهما باسم انه داعشي او
انه مرتد والصورتان ثقيلتان ..في كثير من المناطق العشائرية في مدينة الرمادي وتكريت انضوت عشائر بكامل ابناءها تحت علم داعش وبايعت امير دولة داعش وهذه نفسها قامت بأعمال مهولة من قتل وسلب ونهب لعشائر اخرى ابت الدخول والمبايعة وأصبحت مرتدة من وجهة نظر العشائر الاخرى واتهمت عشائر واسماء لها صيت كبير سابقا بالاشتراك بمجازر وقتل شباب واسر جنود وما جريمة سبايكر الا واحدة من تلك الصور فأتهمت بها عشائر البيجات وغيرها وما جريمة قتل ابناء البو فهد واتهام عشائر بقتلهم كانت قبل هذا التاريخ عشائر متآخية ومتعايشة بسلام مع بعضها البعض .
ما سيحدث في قادم الايام سيولد افعالا وردود افعال ربما ستسيل فيها دماء وسيقتل فيها اطفال وربما ستسبى نساء لأن ثقافة الاخذ بالثار كما هي حال المقولة (الثأر يورث ) وعندها ستجد الدولة والحكومات المحلية بعد انقضاء مرحلة داعش انها في موقف أخر لايقل خطورة عن تواجد داعش على الارض والواقع لذا عليها ان تبادر كعادتها ومنذ الايام الاولى الى ردم وتجسير الهوات بين ابناء البلد الواحد وتبعد المزايدات وتقضي على الاجندات التي ستتخذ من تلك الافعال وردودها ذريعة اخرى للتدخل فأن شيوع المذهب والقومية والاثنية لازالت تداعب تفكير العراقي وتراه يسجد
ويقاتل من اجل عقيدته على حساب وطنه ووطنيته ووحدة ارض هذا البلد .. لذا ان قدوم مثل هذه التوقعات لامحالة واخذها مأخذ الدعابة وعدم الجدية والهزل يعني انفلات اللجام وبالتالي الضياع في المسير نحو العودة بالوطن الى سابق عهدة ارضا للتعايش تحت خيمته وهو يلم ويكفي الجميع العيش فيه بسلام …وعلى الحكومة الاستفادة من تجارب الدول التي مرت بنفس هذه الظروف ودراستها والاستفادة من دروسها وتسخيرها للخروج من ازمة جديدة ربما تعصف بالعراق ثانية وتعيده الى حال التشرذم والقتل والاخذ بالثأر وشيوع الكراهية ولغة القتل والوعيد .

[email protected]