26 نوفمبر، 2024 10:37 م
Search
Close this search box.

الدكتور الجعفري دبلوماسية المفكر

الدكتور الجعفري دبلوماسية المفكر

لا أريد الحديث عن خطوات الدكتور الجعفري التي بدأها في إعادة ترميم علاقات العراق الخارجية بدول العالم من خلال إلقاء الضوء على اللقاء الذي جرى معه من قبل احدى القنوات المصرية والذي تناوله رواد المواقع الاجتماعية وهم يتفاخرون بما أفحم به السيد الجعفري مقدم البرنامج من أدلة عبر ردوده مع إني اقول ان أجوبة السيد الجعفري لم تكن غريبة عليّ أنا شخصيا كاتب هذه السطور على الاقل فأنا أعرف الخزين الثقافي الذي يمتلكه وقوة الدليل التي يمكن ان تخرس المقابل وتردع الادعاء بالحجة والدليل لسعة معلوماته التي تحيط بتاريخ العراق ودول المنطقة ، بل يمكن ان يكون قد أبحر في كتب التاريخ والسياسة لمعالم دول كثيرة بعيدة عنا في جغرافيا العالم متناثرة حضاراتها هنا وهناك.

أقول وأنا أجزم بقولي ان علاقات العراق الخارجية لم تكن بالمستوى المطلوب طيلة السنوات الماضية منذ سقوط النظام السابق والى العام الماضي بل كانت تتحرك ببطء ودون أن ننكر على سلفه وزير الخارجية السابق وما قام به من محاولة وضع العراق على سكته الصحيحة لكنه لم يستطع بالفعل ان يجعل من العراق قوة دبلوماسية قوية قادرة على ان تكون مُعبّرة تعبيرا حقيقيا عن صورة البلد بشكلها الذي يجب ان يكون عليه ، منذ ان تسلم السيد الجعفري وزارة الخارجية تأملنا ولا زلنا نبحث عما هو أكثر، في أنه قادر على ان يرسم الصورة الحقيقية لعلاقات العراق الدبلوماسية فهو السياسي المخضرم الذي خَبَرَ مدارس السياسة بكل تنوعاتها من الغرب الى الشرق وهو الفيلسوف المفكر القادر على لَيّ المفاهيم واعادة صياغتها بالشكل الصحيح حينما تكون تلك المفاهيم في زاوية النيل من العراق كسيادة ودولة لها قوتها وتأثيرها عبر التاريخ ليصصح تلك المغالطات ويطرح المفاهيم

الصحيحة مقابلها وهو ما كان يدفع به عند لقاءاته العديد من رؤساء ووزراء خارجية الدول التي تم الانفتاح عليها منذ انطلاقته عند تسنم مسؤولية الدبلوماسية العراقية ، لأن العراق يستحق ان تبرز قوته وحضارته للعالم أجمع وهذه الحقائق للأسف كانت مغيبة طيلة الفترة الماضية بقصد او دون قصد او ربما تحتاج الى من يمتلك هذا الخزين من المعرفة عن تاريخ العراق ولا أغالي او أن اكون مُتصوّفا في وصفي عن أن الذين تعاقبوا على وزارة الخارجية منذ حقبة سبعينيات القرن الماضي قد لا يمتلكون الكم المعلوماتي والتاريخي الممتزج بالفكر والفلسفة والانفتاح الواضح لأن أغلب هؤلاء الذين استوزروا للفترة الماضية أحجموا تفكيرهم وانغلاقهم على حزبيتهم وصنمية الإخلاص للقائد الضرورة .

من هذا المنطلق نحن في العراق نحتاج الى من يمثل العراقيين جميعا وكلما كان الانسان الذي يتصدر واجهة العراق الدبلوماسية يمتلك هذه السعة الكبيرة من الانفتاح وتفهم الآخر الذي يختلف معه في القومية والدين والمذهب كلما كان اقدر على استيعاب كل الأطياف،، ونأمل بأن يكون السيد الجعفري ممثلا لكل أطياف العراق أمام المحافل الدولية وهي خصال أنا متأكد انها موجودة فيه ويتعامل معها وبها في كل مقرات مؤسسات العالم التي حضرها ، على الرغم انه ينطلق من الاعتزاز بمذهبه واعتقاده الفكري في مقابل احترامه لاعتقاد الاخرين وتنوعاتهم الفكرية على أساس الانسانية .

أحدث المقالات