الملاحظ حول الاتفاق الذي توصلت له مجموعة الدول الست مع إيران اليوم الخميس 2 / 4 / 2015م في لوزان, والذي تم فيه الاتفاق على انه ستتم مراقبة برنامج إيران النووي لمدة عشر سنوات, خفض عدد أجهزة الطرد من 19000 إلى 6104,كما نص الاتفاق على تجميد 30 بالمائة من مخزون إيران الحالي من اليورانيوم المخصب، وان رفع العقوبات الأوربية والأمريكية عن إيران سوف يتم حال التزمت إيران بما جاء في بنود الاتفاق.
فالملاحظ لهذه الاتفاق الإطاري كما يسمى, يجد إن إيران قد قدمت تنازلات كبيرة بخصوص ملفها النووي الذي صدعت رؤؤسنا به منذ سنوات!!! فهي إلى هذه اللحظة وحسب ما أعلنه وزير خارجيتها, وكما هي واضحة لديكم ابرز بنود الاتفاق التي قيدت وجمدت النشاط النووي الإيراني, فيا ترى هذا التنازل الإيراني الكبير علام يدل ؟!
المتفحص بشكل جيد للوضع الإيراني الداخلي من جهة, والخارجي من جهة أخرى يجد إن إيران تمر بأزمة اقتصادية كبيرة وضيقة وخانقة تهددها بالانهيار, فمن الناحية الداخلية, اقتصادها مهزوز بسبب العقوبات الأمريكية و الأوربية التي فرضت عليها, مما جعل إيران تعاني كثيرا, أما بالنسبة لوضع إيران الخارجي, فهي دخلت في حروب استنزاف كبيرة وكثيرة وفي أكثر من منطقة ودولة, في العراق و سوريا و اليمن و البحرين و لبنان, وخصوصا في الأشهر الأخيرة في العراق واليمن مما جعلها تستنزف الكثير الكثير وهذا أيضا اثر وبشكل كبير جدا على اقتصادها.
وهذا ما دفعها لتقديم تلك التنازلات الخاصة بالنووي, وما يؤيد ذلك هو إصرارها على إلغاء قرار العقوبات الأمريكية والأوربية الاقتصادية عليها – إيران -, فمن اجل استعادة عافيتها الاقتصادية ضحت إيران بملفها النووي وقبلت بكل تلك القيود والشروط التي فرضت عليها فرضا.
وهذا الأمر يعود إلى سياسة أمريكا في كيفية التعامل مع إيران وملفها النووي, حيث استطاعت أمريكا من أن تفسح المجال لإيران في التدخل والتوسع وبشكل واضح في المنطقة العربية الأمر الذي جعلها تخوض حروب استنزاف, الذي كانت بداياته عبارة عن توافقات وتقارب مصلحي, طيلة الفترة المنصرمة وحتى هذه اللحظة والذي سرعان ما سينتفي ويتحول إلى تقاطع وخلاف وخصام حاد قد يصل إلى مرحلة التصادم العسكري.
حقيقة إن هذا الاستقراء وهذا التحليل سبقنا به وبعدة أشهر, المرجع الديني السيد الصرخي الحسني في الحوار الصحفي الذي أجرته معه وكالة أخبار العرب … حيث قال المرجع الصرخي…
{ … اما لماذا تسمح اَميركا لإيران بقيادة المعركة في العراق فببساطة لاَنَّ اميركا هنا تفكر بذكاء نسبيّ أمّا ايران فتفكيرُها يسودُه الغباءُ عادةً فوقعت في فخ اميركا التي اوقعتها في حرب استنزاف شاملة لا يعلم الا الله تعالى متى وكيف تخرج منها ، ومن هنا فان أي تنسيق بين اميركا وايران فهو تنسيق مرحلي مصلحي لابد ان يتقاطع في اخر المطاف…}.