-1-
لاشك انّ غريزة حب التملك والاستحواذ على المال الوفير الذي يصدق معه وصف الثراء المتميّز ، من أهمّ الغرائز التي تنطوي عليها الشخصية الانسانية ، وفي غمرة اللهاث وراء الأموال، تقع يوميا جرائم مروّعة، وقد تزهق معها الارواح، وتنتهك الحقوق والكرامات فضلاً عن النهب والسلب للمال العام …
-2-
وحين نقف على مشهد تتصارعُ فيه (الغريزة) مع (المبادئ) الاخلاقية العليا، وفي طليعتها النزاهة والامانة والعفة والتورع عن الارتطام بالحرام والوطنية الصادقة والاخلاص في العمل ، فلابُدَّ أنْ نثمّن دور المنتصر في هذه المعركة الخطيرة ، والتي هي واحدة من فصول معركة الحق مع الباطل الممتدة على طول التاريخ، والمتأججة هنا وهناك في مختلف الجوانب والمجالات ….
-3-
العراق الجديد ابتُلي بداء عضال، وهو داء الفساد المستشري في مفاصل الدولة واجهزتها بشكل فظيع ، والذي سلمت من تبعاته الرؤوس الكبيرة ووقعت الفأس برأس صغار الموظفين فقط ..!!
هذا مع اعتراف الجميع بانَّ الفساد والارهاب هما وجهان لعملة واحدة.!!
واعترافهم ايضا :
انّ الفساد هو من اكبر العوامل الذي مكنّت الأوباش من (داعش) من تدنيس التراب العراقي ..!!
-4-
وتستمر عمليات النهب والسلب للمال العام ، وللمواطنين اثناء مراجعتهم للدوائر ، رغم وجود العديد من الهيئات والجهات المعنية بالمراقبة والمتابعة .
وهذا ما يدعو الى كثير من الارتياب في منهجية عمل تلك الجهات ..!!
-5-
وليس من الصحيح أنْ يُقابل صاحب الاحساس العالي بالمسؤولية ، والذي يؤثر الصالح العام على مصالحه الشخصية، بالصمت بخلاً حتى بكلمات الثناء والتقدير …
انه جفاء كبير ، ونكوص خطير ..
ونريد الآن :
ان نثني أجمل الثناء ، ونقدّر عاليا موقف المقدم (رائد محسن الجابري) –وهو آمر سرية مكافحة الشغب في مديرية شرطة ذي قار – الذي رفض مليار دينار قدّمه اليه احد المطلوبين للعدالة وأصرّ على اعتقالِهِ وتسليمه .
لقد استعد المتهم المطلوب للعدالة ان يدفع مليار دينار للمقدم الجابري على أنْ يخلي سبيله، ولكنّه أبى وساقه مخفوراً، بعد أنْ رآه متلبساً بتهمة انتحال شخصية قاضٍ ومعه هُوية مزورة .
ونحن هنا نقترح على وزارة الداخلية :
أنْ تتخذ قراراً بترقيتِهِ الى رتبةٍ أعلى ليكون (العقيد) الجابري،
وعلى مجلس محافظة ذي قار انْ يقيم له حفلاً تكريمياً يشيد به وبدوره الفاعل ليكون قدوة لزملائه وليكن المقدم الجابري فارس المشروع الواعد لكلّ المخلصين العراقيين في انقاذ البلاد من شرور الفساد .