( نعرض شهادات على لسان اللواء فوزي البرزنجي للأهمية وللتأريخ والأنصاف )
( وشـــهد شــاهــدٌ مـــن أهلـــها )
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ وَلَا تَلۡبِسُواْ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَـٰطِلِ وَتَكۡتُمُواْ ٱلۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (٤٢) سورة البقرة
تنويه :
كما يقول السيد اللواء البرزنجي المقال ليس دفاعا عن النظام العراقي السابق لكن للبحث عن حقيقة مرتكبي جريمة حلبجه الحقيقيين والتي أصبحت الآن شيء من التأريخ ويعرف الكثير من أبناء حلبجه من هم مرتكبي هذه الجريمة .
2 – في أواخر شهر شباط سنة 1988 صدرت الأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة بصورة مفاجئة بحركة عدد من التشكيلات من قاطع الفيلق الثالث في البصرة إلى قاطع الفيلق الأول في السليمانية ، أغلب الآمرين بمختلف المستويات أصابهم نوع من التذمر لعدم معرفتهم أسباب حركة القطعات إلى قاطع الفيلق الأول ولكون القطعات أكملت تدريبها لتنفيذ مهماتها في قاطع الفيلق الثالث .
حجم قطعات الجيش العراقي المتواجدة في قاطع حلبجه :
أولا : كان يتواجد في عارضة جبل سورين الحدودية في قاطع حلبجه ثلاث تشكيلات لم تسعفني الذاكرة ذكر أرقامها من قوات الحدود وألوية المشاة الاحتياط المتشكلة حديثا والتي غالبا ينقصها التدريب والإعداد القتالي ونسبة تكاملها من الأشخاص لا يزيد على 80 % من الملاك .
ثانيا : قيادة فرقة المشاة 50 ترتبط بقيادة الفيلق الأول مقرها في حلبجه تم تشكيلها قبل أحداث حلبجه بفترة قصيرة ولم يتم تكامل هيئة ركن مقر الفرقة وباقي آمريات الصنوف والخدمات ، وتم ربط التشكيلات المتواجدة في قاطع حلبجه بها لتأمين القيادة والسيطرة.
ثالثاً : لم يتم تخصيص قطعات من التشكيلات التي جرى سحبها من قاطع عمليات الفيلق الثالث إلى قاطع حلبجه لسببين الأول لأهمية مدينة السليمانية كهدف سوقي خطير يتوخاه الجيش الإيراني والسبب الثاني طبوغرافية منطقة حلبجه وعدم إمكانية عبور القطعات الإيرانية بحيرة دربندخان كمانع مائي من ضفتها الشرقية إلى ضفتها الغربية إلا بعد إستحضارات هندسية لا يمكن تأمينها بسهولة عبر المنطقة الجبلية المعقدة.
حجم قطعات الجيش العراقي المتواجدة في قاطع دربندخان :
أولا : كانت تتواجد ثلاث تشكيلات مشاة في العوارض الجبلية المحيطة بسد دربنخان من جهة الشرق عارضة جبل شميران التي تشكل الكتف الشرقي لسد دربنخان وعارضة جبل براناند من جهة الغرب التي تشكل الكتف الغربي لسد دربندخان وعارضة جبل بمو شرق نهر ديالى المشرفة على مدينة ميدان الكائنة جنوب شرق دربندخان.
ثانياً : قيادة فرقة المشاة 36 ترتبط بقيادة الفيلق الأول وهي من فرق المشاة الوقتية التي شكلت خلال الحرب التي كان مقرها يتواجد جنوب غرب سد دربندخان يسار طريق كلر – السليمانية قبل دخول النفق من اتجاه كلر ترتبط بها التشكيلات التي ذكرنا تواجدها في العوارض الجبلية المحيطة بسد دربندخان عارضة جبل براناند.
الحدود الفاصلة بين الفرقة 36 في دربندخان والفرقة 50 في حلبجه :
أولا : أذكر هذا المصطلح لأهميته لأن العدو الإيراني كان دائما في جميع هجماته يستهدف الحدود الفاصلة بين التشكيلات وبين الفرق وبين الفيالق في المواضع الدفاعية العائدة لها لسبب بسيط معظم الآمرين لا يعيرون اهتمام كافي لغلق الفجوات بين المواضع الدفاعية لتلك الوحدات والتشكيلات لعدم تقديرهم لخطورتها.
ثانيا : في هذا القاطع كانت الحدود الفاصلة بين تشكيلات قيادة فرقة المشاة 36 في جنوب المنطقة وتشكيلات قيادة فرقة المشاة 50 في شمال المنطقة هو حوض نهر سيروان الذي جرى وصفه آنفا خلال وصف خط الحدود بين العراق وإيران .
بدأ العمليات العسكرية :
1 – بدأت العمليات العسكرية بتاريخ 27 شباط 1988 لتأمين العوارض الجبلية ذات الطبيعة المعقدة ومسكها لتأمين الدفاع عن مدينة السليمانية وهي ( امتداد سلسلة جبل آزمر باتجاه بيره مكرون – عوارض حوض مالومه وعوارض حوض جوقماغ – العوارض التي تؤدي إلى مدينة دوكان) .
2- ليلة 13 / 14 آذار 1988 بدأ العدو الإيراني بهجوم باتجاهين:
أ – الاتجاه الأول : قيام الجيش الإيراني بهجوم باتجاه القطعات المدافعة في حوض ماوت (عارضة كوجر) وقد أستطاع العدو الإيراني احتلال موطئ قدم بموضع أحدى الأفواج المدافعة عن هذه العارضة الجبلية المعقدة طبيعيا بقسمها الأعلى أي قمة كوجر إلا إنه فشل في إحراز تقدم في هذا الاتجاه ليقضه القطعات المدافعة أولا ، وللضربة القاضية التي وجهتها قطعات الجيش العراقي الباسل إلى مجموعات البيشمركة التي كان العدو الإيراني يعول عليها في تأمين المنطقة التي أشرنا إليها آنفا في العملية العسكرية الإستباقية التي أجهضت إحتلال مدينة السليمانية .
ب – الاتجاه الثاني:
أولا : قيام الجيش الإيراني بمساعدة بيشمركة حزب الإتحاد الوطني الكردستاني بمهاجمة مواقع وحدات الجيش العراقي المتواجدة في قاطع حلبجه وقاطع شميران ، بعملية تسلل مستهدفا الحدود الفاصلة بين الفرقتين 36 و50 من ضفتي نهر سيروان الشمالية والجنوبية الذي يصب في بحيرة دربندخان والتي جرى وصف طبيعة المنطقة التي كان يجري بها آنفا من اتجاه جنوب غرب حلبجه بمسافة تزيد على 15 كيلومتر لكون المنطقة شبه خالية من القطعات العراقية وجرى التراشق بين الطرفين في هذا المكان بالذات بالعتاد الخاص ( غاز محدود التأثير ) لمنع تقدم العدو باتجاه عمق الأراضي العراقية والدفاع عن الحدود العراقية وتكبد العدو خسائر كبيرة ولكون هذا الغاز ذو تأثير محدود في المناطق المرتفعة التي تكون فيها التيارات الهوائية قوية والريح السائدة شمالية غربية أي يكون اتجاه الغازات الناتجة باتجاه الجنوب الشرقي من الحدود واصل العدو الإيراني قيامه بإحاطة واسعة ، باتجاه الشمال الشرقي مباغتا تشكيلات قيادة فرقة المشاة 50 المدافعة في سلسلة جبل سورين الحدودية من اتجاه الخلف قاطعا خطوط مواصلات إدامتها وحال شعور هذه القطعات بتطويق مواضعها الدفاعية انهارت معنويات مقاتليها ، قسم منها أستسلم للعدو وقسم ترك مواضعه الدفاعية وتسرب باتجاه مدينة خورمال ومدينة سيد صادق كما تم مهاجمة مقر فرقة المشاة 50 المتواجدة في مدينة حلبجه وأستطاع الجيش الإيراني والبيشمركة من احتلالها لكون القطعات المدافعة عنها قطعات من وحدات الحدود وقطعات من وحدات مشاة احتياط ضعيفة التدريب والإعداد القتالي وتكبدت وحدات الجيش العراقي خسائر بشرية جسيمة وتم أسر أعداد كبيرة ومن ضمن الأسرى قائد فرقة المشاة 50 العميد الركن علي العويد .
ثانيا : أصدرت قيادة الفيلق الأول أمر بحركة لواء 66 القوات الخاصة احتياط الفيلق بعد حدوث المعركة صباح يوم 14 آذار 1988 لدعم قيادة فرقة المشاة 50 لكن اللواء لم يتمكن من تحقيق المهمة التي كلف بها لصعوبة الموقف.
ثالثاً : اصطدمت قطعات العدو الإيراني التي تقدمت من الضفة الجنوبية لنهر سيروان باتجاه عارضة جبل شميران التي كانت تروم الوصول إلى الكتف الشرقي لسد دربندخان بغية إحداث تخريب بجسم السد بقطعات فرقة المشاة 36 التي كانت تدافع في عارضة جبل شميران الحيوية وحدث قتال عنيف بين الطرفين وتمكن العدو الإيراني من إحتلال( جبل زمناكو) واحتلال موطئ قدم في عارضة جبل شميران لكن لم يحقق تفوق حاسم بسبب صمود القطعات في مواضعها مما حال دون وصول قطعات العدو الإيراني إلى الكتف الشرقي لسد دربندخان ، وأستمر القتال بشكل متقطع لمدة تزيد على ثلاثة أشهر.
إجراءات القيادة بسبب الإخفاق في صد هجوم العدو الإيراني على حلبجه :
أولا : تنحية قائد الفيلق الأول المرحوم اللواء الركن ق خ كامل ساجت من منصبه و تعيين القائد الرديف لقائد الفيلق اللواء الركن سلطان هاشم أحمد قائدا للفيلق الأول فك الله أسره بدلا عنه.
ثانيا: محاسبة آمر اللواء 66 قوات خاصة لا تسعفني الذاكرة من تذكر أسمه وجرى إعدام كذلك الضباط الذين تركوا مواضعهم الدفاعية و استطاعوا الإفلات من قبضة الجيش الإيراني وانسحابهم نحو خورمال وسيد صادق تم محاسبتهم وتم إعدام قسم منهم لتركهم مواضعهم الدفاعية.