كان الكثيرون يظنون ان قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الايراني الذي يقود معارك الميليشيات في العراق وسوريا هو ( أسطورة ) ، لايمكن ان تلقي بظلالها أية شكوك على ( معجزات ) أو ( خوارق ) وضعت لمواصفات الرجل، لكن معارك تكريت واليمن أثبتت ان سليماني لايعدو أكثر من نمر من ورق!!
لقد اظفت بعض الشخصيات السياسية العراقية التي لاتخفي ولاءها الكامل لايران الهالة على قاسم سليماني على انه المخطط لمعارك الميليشيات العراقية المدعومة من ايران وهو من يضع لها سيناريوهات الحرب والحركة، ويدعون ان له الفضل في تحقيق ( انتصارات ) مزعومة في ديالى وبعض اجزاء من محافظة صلاح الدين، لكن مهمته اقتصرت على ارتكاب مجازر مروعة في ديالى وبعض المحافظات العراقية التي نالت من أذى سليماني الكثير!!
لقد صورت بعض هذه الشخصيات العراقية التي ارتدت خوذة الحرب وظنت نفسها جنرالا اخر بجسد عراقي لكن روحه ايرانية قلبا وقالبا وهو لايتوانى عن الاعتراف بأن ايران تمثل ولاءه الابدي وبلا حدود، ان الجنرال الايراني سليماني اسطورة لايمكن لاحد ان يضاهيها او بمقدوره ان يواجه خطط الرعب التي ينفذها في ساحات المعارك ، لكن انسحابه من صلاح الدين قبل عملية الحسم العسكري يؤكد من وجهة نظر محللين عسكريين هروبا من تبعات الهزيمة التي اكتشف سليماني اثارها مقدما قبل الدخول الى صلاح الدين ، وبدأت ترويجات الاخبار تتحدث عن توجهه الى اليمن بدعوى قيادة معارك الحوثيين ضد الشرعية في اليمن لكل كل الصور التي ظهرت عن وجوده في اليمن أثبتت ان تلك الصور قديمة وان سليماني لم يسافر الى اليمن اصلا، حتى ان ايران نفسها نفت وجوده على ارض اليمن مايعطي مصداقية لمقولة ان هالة سليماني قد استنفذت تماما وهو ليس بهذه الصورة التي صورها الاعلام الايراني او الجماعات الموالية لايران في العراق او في سوريا، على ان لديه قدرات خارقة ، وقد بدا سليماني يهرب على عجل من ارض المعركة في صلاح الدين قبل نهايتها حتى لايقال ان الهزيمة وقعت على يديه، كما ان الولايات المتحدة اشترطت مشاركة بلادها في الحرب ضد داعش بتكريت بابتعاد اي وجود لميليشيات مدعومة من ايران او رفضها لوجود قاسم سليماني الذي ترى فيه واشنطن انه ربما سيصيب القوات العراقية بانتكاسات عسكرية ان اعتمدت عليه في معركة عصيبة تتطلب جهدا دوليا لا مشاركة فردية محدودة ليس بمقدورها مواجهة خصم عنيد مثل داعش الذي يمتلك من القدرات العسكرية ما يشكل عامل ارهاب للخصم ان لم يضع خططا تفوق قدراته وبالتالي يمكن استخدام عمليات عسكرية عبر الطيران والعمليات الخاصة لانهاء دورها كليا ومحاولة تحطيم قدرات هذا التنظيم وانهائها بسرعة ودون خسائر باهضة !!
وهكذا ودع العراقيون نوعا اخر من الارهاب الايراني كان يجثم على صدورهم وظنوه بعبعا يرهب وضعهم السياسي والنفسي واذا بالجنرال سليماني وقد ترنحت قدراته وخارت خططه ولم يعد لوجوده تلك الهالة الكبيرة التي اعطيت له ، ضمن تقارير اخبارية حاولت اظهار الرجل على انه اسطورة تحقق ما تعجز عنه الجيوش النظامية، في وقت اثبتت مواقف سليماني بعد معارك تكريت ان وجود الرجل كان عبئا كبيرا على كل تلك التشكيلات غير النظامية التي تعرضت لخسائر فادحة، وسعت لاكثر من اسبوعين تحقيق تقدم لافت للنظر في معركة تكريت الا ان المفاجيء لها انها توقفت بدعوى ان التحالف الدولي سيشارك لفض المعركة ، بعد ان اخفقت قوات الحشد الشعبي والميليشيات المدعومة من ايران في تحقيق أي تقدم يذكر اضطر على اثرها رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي لطلب تدخل قوات التحالف الدولي لتوجيه ضربات لقوات داعش في تكريت، بمشاركة القوات العراقية بريا لحسم المعركة، ما اكد الوضع الجديد ان عمليات اخفاق كثيرة تعرضت لها خطط سليماني في المعارك الدائرة في تكريت، تطلبت تدخل القوات الامريكية لحسم المعركة في اقرب وقتت ممكن بعد ان اشير الى ان معركة تكريت قد تكون طعما بشريا كارثيا لداعش ان تورطت قوات الحشد الشعبي والميليشيات التي ترافقها بدخول تكريت، وهو ما اضطرها للانسحاب الى الخلف والبقاء خلف القطعات كقوات احتياط تسند القوات النظامية دون اشتراك فعلي لها في المعارك، ما يعني ان خطط سليماني ذهبت ادراج الرياح، وانكشفت أمام الملأ وعلى مرأى ومسمع العالم ان سليماني لم يعدو سوى نمر من ورق ليس الا!!