لا تقترف ورداً بحق شوكي خذني بفجور سمرتي ونور احجاري الكريمة ، يؤرقني ما تدّعيه بشأني لا ضير في ذلك … هو شأنك، لكنني لستُ أفروديت ولا هيلين طروادة، ولا يهمني الركض وراء شهرة من اي نوع ، امرأة حافية انا ارقص بالشوارع … دون لحن ، يصفق لي المارّون بغيرة وهم يتعثرون بظلي . هي الشاعرة السورية مديحة المرهش التي تحوّلت من كاتبة للقصة القصيرة الى شاعرة متميزة تثير الجدل والتساؤل في كتاباتها، و خاصة الأخيرة منها والتي تنشرها تباعاً على فيس بوك . ابتسامتي منفرجة وسع الحب، ماذا أفعل إن كانت كل زواياك حادة يا قصير النظر . من يلاحق ويقرأ ويتابع هذه الشاعرة يحّس بتميزها وتفرّدها عن كثير من الشاعرات او الشعراء … او أشباههم الذين يصفّون الكلمات صفاً ليصنعوا اشياء غريبة يطلقون عليها اسم نصوص او قصائد وهي لا تمت للشعر بصلة ..
الشاعرة مديحة المرهش لا يمكن للقارىء أن يتكهّن كيف تفكر ولا كيف تصيغ نصوصها، تفاجئك دائماَ بدهشة، بضربة،،بصفعة ،بفكرة.
هي شاعرة خارجة عن قانون القطيع …لا تحب أن تكون (+ شاعرة فقط) لمجموع شعراء يتكاثرون يومياً وباستمرار ..
في البدء هو آدم الرجل المعجزة يا ابنتي وشوشتني أمي بكل حبٍ حين ولدتني مبسملة في أذني، و لمّا رمتني الحياة بفُحشها، وفاض بي الكيل عن بكرة الرجال أجدادي تيقّنت أنه في البدء كانت الكذبة. كتبتْ مرة عن نفسها: أنها خجلت أمام صحافية اميركية عربية الأصل سألتها عمّا كتبته عن سوريا وما يحصل بها من موت ودمار وازمة وثورة، لأنها لم تكتب عن ذلك إلا القليل، وانها تكتب عن الحب و الإنسان والحياة ، لكنها فرحت بشدة حين قالت لها الصحافية بما معناه أنه في زمن الحروب والكوارث يكثر الحب والكتابة عنه هرباً من الواقع المرير : هللويا … هللويا في سوريا و أخواتها قصائد الشعر أكفان ودروب الحب مقابر . طبعاً نشرتْ مجموعة من القصائد المتميزة عمّا يحدث في بلدها سوريا ، لكنّها مقلّة كما قالت عن نفسها ، قالت بأنها لا تجرؤ أن تكتب لأنه مهما فعلت ومهما كانت الطريقة لن تستطيع نقل جزء صغير مما يحصل هناك وأنها لا تريد أن تكون مثل كثير من الشعراء … أدوات تصوير للموت والدمار، لذلك نراها تمركزت في دائرة الحب، الحب الذي أوصلته إلينا مختلفاً ذكياً : لماذا تتحسس ضوءك كل حين؟! لا تخف، نجمك ما خرّ من السماء ساقطاً على عقبيه، نجمك في قلبي هوى … انا بشعابي أدرى لا تحرجني حباً إلى حد الترف … يكفي، أخشى انهيار النرجس فوق رأسك … ورأسي ..
مديحة المرهش لا تبعثر كلمات قصائدها كيفما اتفق إنما تصوغها بمعرفة ودراية وخبرة و لغة متينة ، تتدرّج بالفكرة تمشي معها لتصل الى نهاية … نهاية على الأغلب وفي كثير من الأحيان غير متوقعة. والحب لا ينجو من أماكن العشق ليس بالضرورة مفضوحاً ومشهوراً بالكتب بين السقوط وحومل ، أو معلقاً على جدار الكعبة . مكان صغير هو لا يتعدى حدود القلب ، لا أعرف إن كانت الطير في وكناتها او لم تكن، فهذا الزمان ليس لأمرؤ القيس، لكن العصافير مختبئة رأتها بأم عينه منهمكة بالترقب …تتلهف لدفء سيأتي، لاشيء أكيد إلا دندنات يعزفها صوته لؤلؤاً وهو يقترب، ونبض قلبي آية بيّنة يرخي زمام الحب، يلثغ بأحرف بلا ابجدية، نشيد إنشاد مسرف بلحنه، لكان المكان يحمل البدء في خلاياه، أو هكذا يتهيأ لامرأة مثلي. وطبعاً لم تنج كغيرها من تجارب الهايكو الياباني الذي مارسته بفنية اقتربت حيناً من الأصل وبعدت حيناً لتقدّم لنا هايكو متسم بصبغة تخصها وهي دائماً تقول: لا قوالب للنص ولا قيود ولا سجن … الحرية في الكتابة تجعلنا نحلّق ونبدع : كل ذاك العمى وما زلت تراني أجمل النساء يا لجمال عينيك! … أتشمّس بظلك العاري وأتفيأ … اصمت يا عطش الماء كلما زاد الظمأ كثرت خطوات ملحك يا بحر . وجدتَني … وجدتَني اقبض عليّ متلبسة بك، لن أقاومك، تشبّث بي يا حلم .
شاعرة كبيرة تكتب بصمت…!!