قبل أن يدخل الدو اعش إلى أرض الموصل سعى العراق لأكثر من مرة لعقد صفقات تسليح مع الولايات المتحدة لأكثر من مرة, وكان الجواب الأمريكي هو الرفض القاطع لغاية في نفس يعقوب, نوايا مبيتة تجيش في صدور ساسة البيت الأبيض وسينا تورات الكونغرس الأمريكي, منذ أن أجبرت أمريكا على الإنسحاب من أرض الرافدين وتحطمت أسطورة المحارب الكوني تحت أقدام المقاومة العراقية.
أسدل الستار على الفصل ألاول من مسرحية مراوغات ومبررات بعدم تسليح العراق, ليبدأ فصل آخر من فصول النوايا المبيتة الأمريكية بعد دخول داعش ألى الأراضي العراقية, مع بداية المعارك بين القوات العراقية وعصابات داعش كان العراق بأمس الحاجة الى السلاح وعاد ليطرق باب أمريكا وحلفائها مرة أخرى, ولم يختلف مضمون الرد الأمريكي ورد الحلفاء عن سابقه قبل أندلاع المعارك, بل أختلفت الأعذار أذ أنها كانت منمقة أكثر هذه المرة.
كان من المفترض أن تزود أمريكا العراق بطائرات f-16, ألا أن العذر الأمريكي هذه المرة هو أن كل طائرة من هذا الصنف تحتاج لكادر كامل يشرف على تشغليها, وهذا الكادر أمريكي متخصص لذلك فمن غير الممكن أن يشتري العراق تلك الطائرات, وكل ما يمكن أن تقدمه أمريكا للعراق هو أن تنفذ تلك الطائرات طلعاتها الجوية من الأراضي الأمريكية!!
كان بإمكان أمريكا وحلفاؤها الموافقة حلول منطقية طرحت لحل لمعضلة الكوادر التي ترافق طائرات f-16 , من هذه الحلول مثلا أن تبيع الولايات المتحدة الطائرات للعراق و ترسل الفرق بصفة خبراء يتعاقد معهم العراق طوال فترة الحرب, أو أن تبقى للعراق حرية التعاقد مع خبراء من دول أخرى كروسيا مثلاً, أو أن تأخذ أمريكا على عاتقها تدريب كوادر عراقية تشرف على تشغيل تلك الطائرات.
طبقاً للقول المأثور أذا عرف السبب بطل العجب, تبطل أسباب التعجب من المواقف الأمريكية المتحدة, فالتحالف الدولي طبقا لإحصائيات لجنة الأمن والدفاع البرلمانية يتقاضى على الطلعات الجوية في اليوم الواحد ما يعادل راتب 1000 موظف عراقي, وبما أن الطلعات الجوية تصل الى 2600
طلعة جوية في اليوم فهذا يعني ان كلفة تلك الطلعات تعادل رواتب ملايين الموظفين, ولأمريكا حصة الأسد في تلك الحسبة طبعاً هذا من جانب.
من جانب آخر يصل سعر الصاروخ الواحد الذي تطلقه الطائرات 20 ألف دولار, فهل يعقل أن توافق أمريكا على بيع السلاح للعراق وتضيع على نفسها فرصة (أيجاره) بأثمان باهظة؟ كل تلك المعطيات تؤكد أن تلك الحرب أشبه بالدجاجة التي تبيض ذهباً في طبق أمريكا وحلفائها كل صباح, بل أنها تبيض ماساً أسود من فئة نادرة ملئ خزائن الحلفاء.
أطالة عمر المعركة والتحكم بمجريات الأحداث, ومساحة مطلقة من الحرية التي تتيح للتحالف أستهداف الجيش العراقي والحشد الشعبي سبب آخر يضاف على لائحة أسباب رفض أمريكا تسليح العراق, فعندما طلب من أمريكا تحديد مدة زمنية لتحرير تكريت كان الرد الأمريكي تعجيزياً فطبقا لرؤى الخبراء الأمريكان أن تحرير تكريت يحتاج لسبع سنوات, بينما الجيش العراقي والحشد الشعبي تمكن من تحريرها في غضون ثلاثة أشهر فقط.
ثأر لخروج أمريكي مبكر من العراق بفعل المقاومة, سوق رائجة للسلاح و تجارة تجاوزت أرباحها حدود العقل, وأطالة أمد الحرب تلك هي أبرز الحقائق التي تتعلق بنوايا أمريكا والتحالف الدولي, وهذا ما دفع الجيش العراقي والحشد الشعبي لرفض تولي التحالف أو أمريكا قيادة المعارك ضد داعش, فلمن يحاول أن يشكك بنوايا الجيش والحشد من بعض سياسي الصدفة, غربال الكذب لن يغطي شمس الحقيقة, سيتسمر الزحف العراقي نحو الموصل, والأيادي العراقية تقترب شيئأ فشيئأ من عنق دجاجة أمريكا ألثمينة.