منذ سنوات والعراق يعيش ازمة تلو الأخرى وكل سنة يتم تحديث هذه الازمات الى ان وصلت الى كوارث ، ولم نجد روح المبادرة لدى أي عراقي ابتداءا من رأس الهرم وصولا الى قاعدته وعلى جميع الأصعدة ودون استثناء لإيقاف او تذليل هذه الازمات ، بل نجدهم يصبون الزيت على النار ، المثير ان الجميع اصبح يجيد لغة التبريرات للأخطاء ولا يجيدون لغة معالجتها ، قد يقول البعض كيف تتم المعالجة في وسط فوضى سياسية خلاقة ، والجواب بسيط جدا وهو ان سبب الفوضى والاخطاء هو عدم تنفيذ مواد الدستور العراقي الذي صوت عليه الشعب وتم اقراره ، بل وقد تم التجاوز عليه وعلى كافة القوانين والأنظمة.
يقول البعض ، أي دستور واي قوانين لا توجد حكومة … الخ ، وهذه هي احد التبريرات التي تعطي قوة لمن يتجاوز على الدستور والقانون ويتمادى في ذلك ، لو اخذنا بعض الأمثلة البسيطة والتي تعرض على القنوات الإخبارية الرسمية ومن واقع حال ما يجري على الأرض في صلاح الدين ، ان ما نخسره من شهداء وأموال واسلحة ومعدات ومستشارين أجانب ، لا يتناسب مع ما يعلن عنه من الإنجازات على الأرض ، ولو اخذنا بعملية حسابية ما تم صرفه من عتاد خفيف ومتوسط نجد هناك ملايين الاطلاقات والاف القذائف النارية يقابلها خسائر العدو عشرات القتلى ، ناهيك عن التدمير في الممتلكات.
مدينة الضلوعية ، عندما زرتها قبل أيام ، وبعد تحريرها من تنظيم داعش الارهابي بسواعد أهلها الابطال ، كانت صورتها مقاربة الى مدينة هيروشيما بعد قصفها بالقنابل الذرية ، حيث لا توجد بيوت ولا بساتين ولا طرق ولا جسرها العابر لنهر دجلة ، قال لي احد أبنائها ان المعارك بينهم والإرهابيين وصلت الى داخل بيوت المواطنين وبالسلاح الأبيض بعد نفاذ ذخيرة الطرفين ، وقد تدخل طيران الجيش في اللحظات الأخيرة وانهى المعارك لصالح اهل الضلوعية ، وكانت خسائر أبناء الضلوعية الابطال اكثر من 120 شهيدا.
وفي مؤتمر صحفي للنائب هادي العامري في مدينة سامراء قال ” ان الحشد الشعبي هو من يقاتل ويحرر المناطق المحتلة من داعش بنسبة 70% والجيش العراقي لديه بعض العمليات نوعية لا تتجاوز 30%” واكد ” بان لا حاجة للضربات الجوية الامريكية لدينا طائرات فوق رؤوسنا تحدد مواقع الإرهابيين ونفصفهم بالمدفعية” ، وفي مساء نفس يوم المؤتمر الصحفي للعامري ظهرت على قتاة العراقية الرسمية الكلمة الأسبوعية المسجلة لرئيس الوزراء حيدر العبادي وبدون صوت ، بعدها قطعت واعيد عرضها وفيها قال العبادي ” ان خطة تحرير صلاح الدين تسير كما اعد لها مسبقا ” ، وفي خطبة الجمعة طالبت المرجعية بـ ” ضرورة التنسيق بين الجيش والحشد الشعبي” .
وهنا نتساءل ، هل هي ازمة في العراق .. ام .. العراق في مأزق؟