26 نوفمبر، 2024 2:23 م
Search
Close this search box.

من هو ذلك المجهول ؟

من هو ذلك المجهول ؟

-1-
تقام النُصب ” للجندي المجهول” في العديد من الدول ، تخليداً لدوره ، وتثميناً لبطولاته وكفاحه المجيد …

والسؤال الآن :

هل يقتصر أداء الأدوار الخطيرة على الجنود فقط أم يتجاوزهم الى مناحٍ حياتيةٍ مهمة أخرى لها ثقلها في الميزان الصعبة يقوم بها أبطال آخرون يشاطرهم المهمات .

والجواب :

انّ نكران الذات لا ينحصر بالأبطال المقاتلين والجنود وحدهم ،فهناك مروءات ومواقف انسانية ينهض بها رجالٌ لا يحبون الشهرة والظهور ، وانما يحبون ان تكون لهم اليد الطُولى في عمليات انسانيةٍ ذات مردودات ايجابية ، في توفير فرص للخلاص من القهر والعذابات الطويلة …

-2-

والنبل والمروءة عنصران أصيلان في تركيب الشخصية العراقية التي كُتب لها أنْ تُظلم … لا من قبل “الاخرين” فحسب، بل من قبل بعض العراقيين أيضاً ،انطلاقا من أمزجة معيّنة ومماحكات مع العناصر الرديئة التي لا تمثل الاّ نفسها …

-3-

وقد تناقلت وكالات الأنباء مؤخراً خبراً يقول :

انّ رجلاً عراقيا مسيحياً يغامر بحياته وينطلق ليشتري من “داعش” النساء المسيحيات والايزيديات اللواتي يعتبرهن تنظيم “داعش” الغادر سبايا حرب ،ويُقدم على بيعهن في سوق النخاسة …

انه يشتريهن ثم يعمد الى تسهيل الطريق أمامهن للعودة الى عائلاتهن.

جاء ذلك في موقع اسمه ( ALETIA ) أليتيا – .

غير أنَّ الموقع لم يفصح عن عدد الفتيات اللواتي تَمَّ انقاذُهن على يد هذا العراقي النبيل، الذي ظهر في (شريط فيديو) وهو ينقذ شابة ايزيدية ليسلمها الى والدها .

-4-

تحية لهذا الانسان العراقي النبيل، الذي اعتبر ” انقاذ ” الحرائر الاسيرات من براثن الاستعباد الداعشي، عملاً تهون من أجله التضحيات بالنفس والنفيس …

-5-

إنّ اللذة التي يحس بها هذا العراقي الاصيل وهو ينجح في نقل احدى الحرائر ، من خندق الاستعباد الى خندق الحرية ، لا تَعْدلُها اللذائذ والمتع المادية كلها .

انّ لها نكهةً متميزةً خاصة لا ترقى اليها سائر اللذاذات الأخرى …

-6-

لم يكن هذا الانسان العراقي النبيل يحرصُ على شيء كحرصه على إنهاء المعاناة المرّة للحرائر العراقيات اللواتي سلبهن الأوغاد من ” داعش” حريتهن وكرامتهن ، وعرّضُوهنّ الى البيع في سوق النخاسة ..!!

وهنا يكمن السحر والسر والارتفاع الى ذروة سامقة تتعانق فيها ألوان باهرة الأبعاد من السمّو والتألق .

واذا خفي علينا اسمُه ، فلن يخفى فِعْلُه وانجازاتُه الرائعة .

وهو بهذا قد نال الوسام الرفيع وكَتَبَ أجملَ صفحاتِ حُسن الصنيع .

-7-

واخيراً :

نقول للمتشائمين وذوي الرأي السلبي في المجتمع العراقي بأسْرِهِ :

كفوّا عن التشاؤم والسلبية …

إنّ وطنكم العراق يحتضن نماذج من الطيّبين كفيلةٌ باعادة الثقة اليكم والى كل المرتابين بالهوية الحقيقية لهذا الشعب الأصيل النبيل .

فالعراق بلدُ العلم والحضارة والمكارم والانسانية ولن يضيره شذوذ الساقطين في أوحال الرذيلة …، ذلك انّ الصراع محتدم بين الفضيلة والرذيلة على مدار التاريخ وفي شتى الأمصار والأعصار …

[email protected]

أحدث المقالات