في كل يوم يودع العراقيون عزيزاً عليهم, شباب بعمر الورود؛ تتطاير أرواحهم الى السماء, مسرعة, تريد نيل المرتبة العظمى, والهدف الأسمى “جنان الرحمن” التي خلقت من أجل الحق, هذا الحق الذي لا بديل عن طريقه, ولا تأويل, لأن من يسقط دفاعاً عن وطنه, وشعبه, ومقدساته شهيدا,ً فحياته هناك مع خالقه.
هنيئاً لنا بشهادتكم, وهنيئاً لكم أيضاً, ولا نطلب من “الرحيم” سوى الصبر على الفراق, ففراق من نحب, يحرق الفؤاد ويقطع أوصال القلب شوقاً وألماً.
نعم انتم ترتقون أسمى المراتب هناك, وأنكم أحياء ترزقون, لكن شبابكم ودمائكم المهدورة, تكشف زيف الحكام المهملين, الذين لا يهتمون لواقع شباب الوطن, ووضعهم ومعاناتهم, قبل وبعد استشهادكم..! لذا لابد من مد يد العون لذويكم, كي لا يكونوا غرباء الوطن والأحباب.
المرحلة المصيرية التي مر بها الوطن, والمنزلق الخطير, الذي جعله على شفا حفرة من الدمار, انتم من أرجعتم بريقه, ووضعتم حداً للإرهاب التكفيري, بسواعدكم يا أبطال القوات الأمنية وسرايا الحشد الشعبي, بات العراق شامخاً, بالرغم من أن السنين تمر لتأخذ شهدائنا معها, لكننا نعلم الى أين يذهبون, والى أي القلوب راحلون, فحري بنا أن نفخر بكم يا أبطال.
رحلت كل الأعوام, وزالت المسميات, ولم يبقى في وطني سوى ذكرى شهادتكم يا منيتنا وضوء أعيننا, هنيئاً لكم هذا النصر.