حينما تمكن تنظيم داعش الإرهابي بالسيطرة على عدة مدن عراقية، وتصدي
المرجع الشيعي السيد السيستاني لهذا التنظيم بفتوى الجهاد الكفائي، تطوع آلاف الشيعة من المحافظات الوسطى والجنوبية، لقتال الدواعش وتحرير المدن من الإحتلال البربري، لتلبى صرخات النسوة السنيات اللاتي خفن من مغبة ما سيفعله الارهابيين بهن، من تنكيل وأغتصاب وسبيهن وبيعهن كما فعلوا بالايزيديات .
ظهر بشكل لافت؛ عمار الحكيم مرتديا بزة عسكرية، ليستنهض الهمم ويعقد العزم لدى كثيرين من أبناء تياره السياسي، معلنا عن تشكيل فصيل عسكري لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، في تطور لافت في العمل السياسي، كان الأمر غريبا بعض الشيء عند مختلف الكتل السياسية من خارج البيت الشيعي، بسبب ما لوحظ عنه من هدوء وتعامل حسن، ودعوته للسلام والتعايش بين مختلف أبناء المجتمع العراقي، وعقده لكثير من المؤتمرات والمبادرات للمصالحة السياسية .
في الوقت ذاته؛ لم يك هذا الشيء غريبا، داخل البيت السياسي الشيعي ولا داخل الحوزة الدينية أيضا، فعمار الحكيم ينتمي إلى أسرة المرجع الشيعي السيد محسن الحكيم الذي تزعم الطائفة الشيعية الإثنى عشرية، حيث شارك المرجع في إنتفاضة ثورة العشرين والتي إنطلقت شرارتها في مدينة الرميثة، وأيضا كان عمه الراحل السيد محمد باقر الحكيم يتزعم فليق بدر الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، أيام معارضة الطاغية صدام حسين وطريقة حكمه الديكتاتورية التي وصفت وتفوقت على النظام النازي .
عمد الحكيم إلى التعتيم الإعلامي الذي فرضه بشكل غريب، على الفصائل التي تقاتل تحت لواء المجلس الأعلى الإسلامي، لما يعتقده من ضرورة الإنضواء تحت راية العراق وفتوى المرجعية الدينية، وتوحيد الجهود لتحرير المدن الواقعة تحت إحتلال داعش، ففصائله شاركت في جميع العمليات العسكرية التي خاضتها القوات المسلحة والحشد الشعبي في « سامراء وآمرلي والضلوعية وديالى وجرف الصخر وبلد »، حيث نقلت مصادر مقربة من تيار شهيد المحراب، كشفت عن تعداد هذه الفصائل والتي بلغت أكثر من عشرين ألف مقاتل تطوعوا بعد الفتوى .
يعتقد بوجود أكثر من ستة فصائل مسلحة، تحت أسماء وعناوين مختلفة، سرايا أنصار العقيدة يقودها القيادي في المجلس الأعلى جلال الدين الصغير، وسرايا عاشوراء يقودها كاظم الجابري، ولواء المنتظر يقوده داغر الموسوي، وسرايا الجهاد تابعة لحسن الساري، ولواء الإمام علي ولواء مجاهدي الأهوار وحركات أخرى لم تكشف رسميا، فيما صرح مسؤول في الحشد الشعبي إن هذه الفصائل تبلغ المرتبة الثانية بعد منظمة بدر، من ناحية التعداد في معركة تكريت، حيث يقدر بمشاركة أكثر من خمسة ألاف مقاتل .
يشدد الحكيم على عراقية هذه الفصائل، وأن تطيع أوامر القيادة العسكرية والإلتزام بخططها، ونقلها للرأي العام كقوات عراقية تحت عنوان الحشد الشعبي ممتثلة لمطالب المرجعية في النجف، وكما يؤكد على ضرورة تشريع قانون الحرس الوطني، الذي سيضمن حق أبناء الحشد الشعبي، وضرورة الوقوف إلى جنبهم، والتعامل معهم بوطنية خالصة، ورفض التصريحات التي تطلق ضدهم من خارج العراق .