23 نوفمبر، 2024 6:07 ص
Search
Close this search box.

عتوي الميزانية وخيانة سلمان

عتوي الميزانية وخيانة سلمان

العلاقة بين الشعب العراقي وبين مؤسسات الدولة المتخصصة في مكافحة الفساد الإداري والمالي ومتابعة جماهير الحرامية، علاقة لا يمكن لأي كاتب أن يلم بزواياها ومخابئها ورؤوسها، وأصبح الشعب أمام واقع لا يستطيع أن يستمر في العيش كأي شعب في العالم، لأن جماهير الحرامية هم في الحقيقة سنوياً تزداد أعدادهم. ومثل توالدهم وتكاثرهم كمثل توالد البرغش في مناطق المستنقعات، ولا يمكن القضاء عليهم ولو استخدمنا كل وسائل مكافحة الحشرات القاتلة، ولأنني لا أريد أفجع من لا حيلة له أمام هذا الواقع من خلال التفاصيل المرهقة!، تذكرت جيراننا قديماً وهو رجل كبير بالسن ومقعد ويسكن معه حفيده ويوجد في البيت حوالي عشرة طيور زاجل هي في الحقيقة سلوة الرجل الكبير ورأس ماله، وذات يوم عرف طريق الطيور أحد العتاوي في زمن أبوكَك وانت صورني، وفي أول تعدي من قبل هذا العتوي على قفص الطيور صرخ العجوز بصوت عال على حفيده سلمان (إلحكَ ولك سلمان البزون أكل الطيور) وجاء سلمان ولكن بعد فوات الأوان فقد أخذ العتوي ضالته وهرب قبل أن يصل سلمان. وفي اليوم الثاني حصل نفس الأمر لأن العتوي أصبح كما يقول عادل إمام (متعويييييده داييييييماً)، وبعد أن غاب العتوي لأيام وكأنه يعرف إن الحديدة حامية، وكَام يلعب وياهم غميضة الجيجو ، مع بعض المراوغات الفنية كما هو حال ميسي، وأرجوا المعذرة من عشاق البرسا وميسي لأنني لا أقصد إهانة ميسي، عاود العتوي الهجوم على القفص وكالعادة صرخ الرجل العجوز على سلمان، ولكن سلمان دائماً ما يأتي في الوقت المحتسب الإضافي من المباراة، ويكون فيها العتوي قد إنتصر في المباراة، ولم يتبق من الحمام الزاجل سوى حمامة واحدة فقط! وبعد مرور ثلاثة أيام هجم العتوي على آخر( ما تبقى من الميزانية) (عفواً مع إحترامي للحرامي) على ما تبقى من الحمام وعندها صرخ الرجل العجوز بأعلى صوته لأن الوضع أصبح بالنسبة له حياة أو موت سلمان ولك سلمان ولك سلمان ومع صراخه كانت الدموع تنهمر من عيونه بغزارة ووصل سلمان بعد أن فرغ القفص ولم يبق به سوى مخلفات الحمام وآثار الجرائم التي إرتكبها العتوي من ريش ودماء وقال لجده: ها جدي شنو السالفه؟ شبيك؟ وليش تبجي؟ عندها سكت العجوز وأخذ نفس عميق بعد البكاء: لا جدي ماكو شي روح للسوكَ جيب بطل سفن للعتوي. طلع سلمان وظل الجد فوكَ السطح يباوع على الشارع، وأغميَ عليه عندما رأى العتوي يتمشى هو وسلمان وخربانين من الضحك.

ملاحظة:

لا داعي للنظر بالوضع بعد جرائم العتوي لأن القفص فارغ.
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات