كتبت – آية حسين علي :
بالتزامن مع الهجوم على مقر البرلمان البريطاني بوسط لندن، انطلقت أولى جلسات قمة “دول التحالف الدولي” لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، الذي يعقد في واشنطن بمشاركة 68 دولة ليست من بينها روسيا.
وحظيت القمة بالاهتمام لكونها الأولى في ظل إدارة الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، وقد تكون فرصة كي تستعرض واشنطن سياستها الجديدة في التعامل مع التنظيم الإرهابي، خاصة أن ترامب كان قد أعرب، بشكل مباشر وغير مباشر، عن نيته للقضاء عليه نهائياً، واتهم سابقه “باراك أوباما”، بأنه لم يسعى لذلك.
أفاد المتحدث باسم البيت الأبيض “شون سبايسر”، بأن ترامب اتصل هاتفياً برئيس الوزراء البريطانية “تيريزا ماي”، ليعرب عن إدانته للاعتداء وتقديم دعم الولايات المتحدة لبريطانيا.

سخرية نجل ترامب من عمدة لندن
كانت سخرية “جونيور” نجل ترامب من عمدة لندن “صادق خان”، على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” الأكثر جدلاً.. حيث أعاد الابن الأكبر للرئيس الأميركي نشر حوار قديم لخان، ذكر فيه أن الهجوم الإرهابي “جزء لا يتجزأ من العيش في مدينة عالمية كبيرة”.
وعلق جونيور على هذه المادة قائلاً: “لابد أنك تمزح معي؟!”.
وصرح وزير الشئون الخارجية الإسباني “ألفونسو داستيس”، بعد انتهاء أول اجتماعات القمة بأنها “كانت فرصة ضائعة، وحتى الآن لم يناقش أي جديد سوى التأكيد على الاتفاقات السابقة كي ينجح التحالف في مهمته”.
أجاب رداً على سؤال أحد الصحافيين حول ما إذا كان وصول ترامب على رأس السلطة الأميركية من شأنه زيادة حدة المواجهات ضد التنظيم، قائلاً: “هذا ما سوف نراه”.
وأشاد المشاركون في القمة بالجهود التي بذلت حتى الآن في مواجهة التنظيم المتشدد، لكن الوزير الإسباني أكد على أن: “علينا مواصلة النضال لمنع انتشار نفوذ “داعش” خارج مناطق تمركزه.. خاصة في عالم الإنترنت ومعارك الوعي”، في إشارة ضمنية لتشدد بعض اللاجئين والنازحين المسلمين في الدول الغربية.
إنشاء مناطق آمنة في سوريا والعراق

استعرض وزير الخارجية الأميركي “ريكس تيلرسون”، فكرة إنشاء “مناطق آمنة” في العراق وسوريا يٌمنع فيها القتال مؤقتاً للسماح للاجئين بالعودة إلى منازلهم، وهو نسق جديد لم يتحدث عنه أحد حتى الآن، لكن المعضلة أن تيلرسون لم يقدم أي تفاصيل، خاصة أن تنفيذ فكرته على أرض الواقع أمر صعب للغاية.
ويبدو أن اقتراح “تيلرسون” جاء بناء على رغبة ترامب في إنشاء مناطق آمنة لاستضافة اللاجئين كي لا يطلبوا اللجوء إلى أوروبا، كما أن دول الخليج لا تقبلهم داخل أراضيها.
وكان ترامب قد صرح خلال لقاء متلفز مع شبكة “إيه. بي. سي” الأميركية في كانون ثان/يناير الماضي قائلاً: “أؤيد فكرة إنشاء مناطق آمنة في العراق وسوريا”.
تعتمد الخطة المبدئية على أن “تكون هذه المناطق تحت سيطرة قوات مشاة تركية وأميركية فضلاً عن ميليشيات كردية”، ما قد يتسبب في إنخراط إضافي لواشنطن في الصراع.
وتوجد حالياً قوات أميركية وسورية وتركية وميليشيات كردية في مدينة “منبج” السورية التابعة لمحافظة حلب، لكن لا يتواصل أي منها مع الآخر.
تخصيص ملياري دولار لإعادة إعمار المناطق الآمنة
تضمن البيان الختامي للقمة التأكيد على رغبة الدول الأعضاء في تخصيص ملياري دولار “ما يعادل ملياراً و880 مليون يورو” لإعادة إعمار المناطق الآمنة في سوريا.
ويمكن اعتبار هذه التصريح الغامض أساساً لإعادة إعمار هذه المناطق، لكن قد تكون التكلفة النهائية أكبر بكثير لأن هذه المناطق قد دمرت على مدار سنوات بل عقود من الحرب.