ليس غريباً أن يهاجم عدنان السراج (المرشح الخاسر في الانتخابات الذي يصف نفسه بأنه رئيس منظمة تحمل اسم المركز العراقي للتنمية الإعلامية) أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة ، ليس غريباً أن يهاجم هذه المنظمة التحررية وهو الذي عقد عشرات المؤتمرات والمهرجانات مدفوعة الثمن طيلة السنوات العشر الماضية للطعن في التاريخ النضالي لهذه المنظمة الثورية وتحريض الميليشيات التابعة لإيران والقوات الأمنية العراقية على ارتكاب مجازر ضد أعضائها رجالاً ونساء .
كل هذا ليس غريباً ، ولكن الغريب والعجيب هو أن يقوم (الأمّيّ) الذي لم ينتخبه أحد عدنان السراج بكتابة مقال..! تخيلوا أن عدنان السراج يكتب مقالاً ، ليقوم اسماعيل زاير بنشره في جريدته (الصباح الجديد) رغم وجود عشرات الأخطاء الإملائية بين سطوره المثيرة للإشمئزاز ، والأشد غرابة من ذلك كله أن تقوم قناة (العراقية) الفضائية بنشر هذا المقال …!
عدنان السراج (صاحب هذه المنظمة الوهمية : المركز العراقي للتنمية الإعلامية) شخص غني عن التعريف ، ومنظمته التي هي في حقيقتها مكتب إقليمي للمخابرات الإيرانية معروفة أيضاً بنشاطاتها الإرهابية في العراق ، وإذا تجاهلنا تاريخ هذا الرجل الحافل بالعمالة لإيران منذ زمن النظام السابق وحتى يومنا هذا ، فلا يمكن تجاهل نشاطات منظمته الإرهابية في العراق (المركز العراقي للتنمية الإعلامية) ، المركز الذي كان بؤرة للنشاطات المخابراتية الإيرانية المشبوهة ، فقد كان السراج يتصل بالعشرات من مراسلي ومصوري الفضائيات والصحف والمواقع الالكترونية ليدعوهم لإجراء تغطية إعلامية لنشاطات منظمته المشبوهة ، وسبحان الله ، كل نشاطات منظمته مكرسة فقط لمهاجمة مجاهدي خلق ، إذ لا أتذكر أنه أقام يوماً ندوة ثقافية أو محاضرة حول تطوير العمل الإعلامي أو حلقة دراسية أو حفل توقيع كتاب ، وكان السراج (أو سرّاجي زاده) يستضيف نساء إيرانيات يعملن في المخابرات الإيرانية ، يقفن في صف واحد على خشبة المسرح بانتظار تشغيل الكاميرات وبدء التصوير ، وما أن يعطي سراجي إشارة البدء للمصورين حتى ينخرطن في البكاء وتبدأ كل واحدة منهن بالتحدث عن زوجها (الوهمي) الذي انتمى الى منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وتطالب بإعادته اليها ، رغم أنها متزوجة من أحد عناصر قوات الباسيج القمعية..!
سراجي زادة كان يمنح كل صحفي يقوم بتغطية نشاطاته مبلغاً لا يتعدى خمسين ألف دينار عراقي ، وأصحاب النفوس الضعيفة وللأسف كثيرون في الوسط الصحفي ، ولن أنسى يوماً اندلع فيه عراك بين الصحفيين وبين سراجي زاده ومن معه بسبب عدم منحهم مكافآتهم المالية .
عدنان السراج (أو سراجي زاده) انقطع عنه التمويل الإيراني لعدم حاجة المخابرات الإيرانية إليه في الفترة التي تلت نقل سكان مخيم أشرف الى ليبرتي ، وتزامن ذلك مع فشله في الانتخابات وعدم قدرته على تسديد فاتورة الدعايات الانتخابية (التي كان يأمل أن يسددها من راتبه البرلماني في حال فوزه) ، هنا كان لابد له أن يعود الى الاستجداء من السفارة الإيرانية لعلها تعيد ربط جسور الثقة بينه وبين الإطلاعات ، ولما كان مركز التنمية الإعلامية قد افتضح أمره لاحقاً (لا تنمية ولا إعلام ولا بطيخ) ، لم يجد وسيلة أمامه للحصول على التومانات الإيرانية سوى كتابة المقالات التي يهاجم فيها مجاهدي خلق ! وأمامنا اليوم المقال الأول الذي حاول فيه وبكل غباء وسذاجة الربط بين تنظيم داعش ومجاهدي خلق ، رغم أن الرأي العام العالمي كله يعرف ويدرك تماماً أن نظام الملالي في إيران هو المستفيد الأول من وجود داعش في العراق وسوريا .
إذا قلنا أنه من بديهيات الأمور أن فكر مجاهدي خلق الإنساني التحرري يختلف تماماً عن فكر داعش ، ومجرد مناقشة هذا الأمر مضيعة للوقت ، فكيف ستستفيد منظمة مجاهدي خلق من وجود داعش في العراق؟ ما أوجه هذه الإستفادة والمنظمة تعارض أعتى وأشرس نظام إرهابي في العالم؟ وما أوجه التعاون بين الاثنين ومجاهدو خلق يقيمون بين جدران سجن ليبرتي ببغداد وداعش تتواجد في مناطق بعيدة عن العاصمة؟ ثم ينصح سراجي زاده بمراقبة تحركات مجاهدي خلق في العراق ، دون أن يخبرنا كيف يتحرك هؤلاء المناضلون وهم محتجزون ظلماً في ليبرتي؟
كما أن سراجي زاده يتهم مجاهدي خلق بإثارة الفتنة بين مكونات الشعب العراقي ، في حين أن زعيمة المقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي هي أول من يدين ويستنكر الإعدامات الوحشية التي ينفذها نظام الملالي بحق السجناء السياسيين الإيرانيين (من السنة والشيعة والكرد) ، بل إن نهج مجاهدي خلق قائم أساساً على إلغاء التفرقة والتمييز الطائفي والقومي بشكل فعلي وليس مجرد شعارات كما يفعل قادة العملية السياسية في العراق (الذين يذبحون الأبرياء ثم يستنكرون ذبحهم) .
وإذا كان سراجي زاده أعمى ، أو يتظاهر بالعمى ، ولايرى قائد فيلق القدس الإرهابي قاسم سليماني وزعيم ميليشيا بدر هادي العامري يصولان ويجولان في المحافظات العراقية يقتلان ويغتصبان وينهبان ويدمران ، فالشعب العراقي ليس أعمى ، والرأي العام العالمي ليس غبياً ، فالقتلة معروفون للجميع وروائح جرائمهم باتت تزكم الأنوف ، وهناك المئات من مقاطع الفيديو التي توثق قيام هذه الميليشيات الإيرانية بإعدام المدنيين الأبرياء في المناطق المحررة من داعش ، فأين مجاهدي خلق من كل ما يحدث؟! وما علاقتهم بداعش وماعش والحشد الشيعي وفيلق بدر وفيلق القدس والعصائب والكتائب والخ….. ؟!!!
إن هذا المقال الخبيث (المليء بالأخطاء الإملائية) لايعدو كونه تمهيداً لشن هجوم جديد على سكان مخيم ليبرتي العزل ، وفي حال حصول أي هجوم من هذا النوع – لاسمح الله – فعدنان السراج أو سراجي زادة واسماعيل زاير ومدير قناة العراقية الفضائية سيكونون مسؤولين بشكل مباشر عن ذلك الهجوم ، ومن السهل جداً ملاحقتهم من خلال الأنتربول لمقاضاتهم في المحاكم الجنائية ، ليعرفوا مدى خطورة نشر مثل هكذا أمور تحرض على القتل بشكل مباشر ، وليعلموا جيداً أن أرواح البشر وأمنهم وسلامتهم ليست لعبة يستهان بها .