القوة النووية من إبداعات الحرب العالمية الثانية , ومنذ أن أستخدمت كسلاح (قنبلة نووية) في هيروشيما وناكزاكي اليابانيتين , تطورت العلوم الذرية وتنوعت أدوات الفتك بالبشر , إلى حدٍ أصبح السلاح النووي قديما , وأقل تأثير بكثير جدا من الأسلحة المروعة الجديدة , التي تم إبتكارها على مدى العقود السبعة الماضية.
وما يدور في منطقتنا جعجعة بلا طحين , فما قيمة أن تمتلك هذه الدولة أو تلك سلاحا نوويا , ولماذا هذا السلاح حلال على دولة وحرام على غيرها من الدول , وما الضير إذا إمتلكت عدد من دول المنطقة سلاحا نوويا؟!
أ ليست هذه دول كباقي الدول المعاصرة , ومن حقها أن تحمي سيادتها , وتكون عصية على أعدائها , إذا كانت الدول النووية تتأسد وتمتهن الدول الغير نووية , فأنها بسلوكها هذا تدفعها للحصول على السلاح النووي , في زمن ما عاد العلم إحتكارا لأحد.
أ لم تصنع الباكستان سلاحها النووي وكذلك الهند , ولولا هذا الإنجاز لإستعرت الحروب بينهما , فالقوة النووية تمنع الصراعات بين دولها , لأن الأقوياء يحترمون بعضهم , والضعفاء يمتهنون بعضهم ويزدادون ضعفا كما يحصل في البلدان العربية , التي فقدت أبسط مقومات القوة والسيادة والعزة الوطنية.
فالمنطقة لكي تستقر بحاجة إلى دول نووية تعيد توازن القوى وتساهم في تحقيق السلام , الذي لن يكون واقعا ملموسا , إن لم تتمكن إيران وتركيا ومصر ودولة عربية أخرى من صناعة السلاح النووي , لأنه عِماد السلام العزيز.
فهذه الدول النووية من ضرورات التوازن الإقليمي , وإعادة الإعتبار السياسي والحضاري لدول المنطقة , فإذا بقيت في المنطقة دولة واحدة تسرح وتمرح وتستعرض عضلاتها النووية , فأن ذلك يعني أن الويلات والتداعيات ستتنامى , لأن جميع الدول تبدو وكأنها أوهي من بيوت العناكب.
وعليه فأن مشروع الشرق الأوسط النووي , هو الحل الأنجع للتفاعلات الدامية الدائرة في أرجائه كافة , والتي تتخذ من الضلال والبهتان عقيدة للدمار والخراب والخسران.
فالسلام في الشرق الأوسط يستند على قوائم أربعة دول نووية , ومن غير هذا المشروع , سيبقى السلام سرابا وهذيانا , وما سيتحقق أدهى مما يدور في أروقة هذه الأيام , فالدول الأوربية لولا إمتلاك معظمها للسلاح النووي لما أنجزت إتحادها وسلامها.
فأهلا بدول المنطقة النووية , ولن يستعيد العرب قوتهم وكرامتهم وعزتهم من غير دولة عربية نووية وأكثر!!