تحيرني أحياناً مفاجئات إدارة موقع كتابات حينما تحجب مقالاً يُسلط الضوء فيه على حقائق مهمة تخص المهالك التي وصل أليها عراق اليوم ، نتيجة لممارسات بعض السياسيين أو الأحزاب أو بعض الشخصيات التي تدعي الدين ، لتغش به الناس .
ونتيجة لارتباطي المزمن مع هذا الموقع المحترم منذ سنين مضت ولا زلت ، والذي سجل لنفسه تأريخاً مشرفاً قبل وبعد احتلال العراق ، لأنه ترك الأقلام تنبض بشرف المعرفة ، وتنقش بألوانها الفكرية المتنوعة ، من دون مجاملة لمسئول أو محاباة لنظام معين ، والسبب في ذلك ، هي تلك الحمية الوطنية التي يحملها مؤسس الموقع السيد إياد الزاملي المحترم ، الذي دفع من جيبه وعرقه ووقته وصحته ، ليبني هذا الصرح الوطني الذي نشأ وليداً فطرياً ، وتدرج ليصبح يافعاً يخيف ويقلق شذاذ الآفاق اللذين نهبوا ودمروا وقتلوا كل شيء بوطننا وكأنهم جاءوا فقط للانتقام من الشعب بحجة الخلاص من النظام .
ولكني كغيري من اللذين يكتبون على صفحات كتابات ، تحيرهم الخطوط الحمراء بحجب مقالات مهمة ، هي بالأساس ليست تحليلات أو توقعات بقدر ما هي نقل لوقائع وأحداث جرت ، وتجري ، وتلك الأحداث حينما يترك فاعليها يوغلون بغيهم وجبروتهم من دون التصدي لهم ولو بكلمة جريئة ، سيصاب الوطن بفوبيا السرطان ليصبح العلاج مستحيلاً في مرحلة معينة وحينها سوف لن ينفع الندم .
عودنا السيد إياد الزاملي أن يظل الضوء الأخضر مشتعلاً لا ينطفئ لتسير الحقائق نحو العقول والقلوب الغافلة ، ولأننا أخذنا العهد من دون أتفاق مبرم مع الموقع ومؤسسه على أن نكون كاتبين مخلصين للوطن والأمة كالجنود المجهولين وكما هو شخصياً لا نعمل بأجر محسوب على عدد الكلمات المسٌطرة ، وإنما أجرنا هو ما نتمكن في قدرتنا على المحافظة على الإنسان والأخلاق والتقاليد والعقيدة من دون أن يمسها الشياطين والعملاء .
أرسلت مقالاً للنشر بشكل متكرر يومي الأحد والاثنين يتطرق إظهار حقائق وخبايا عن شخصية تحتل الساحة السياسية حالياً وتعبث بشرف وقيم المجتمع ، وقد حُجب المقال ، والمفاجئة أن أجد مقالاً صباح يوم الأثنين يمتدح تلك الشخصية ويصفها على أنها مثالاً للاحترام لأحد الكاتبين المنقلبين من ضفة سابقة إلى ضفة جديدة ، وكأنه تشريفاً لتلك الشخصية التي لا تستحق إلا أن تكون في خانة العملاء بناء على تأريخها وبصماتها الإجرامية بحق الشعب والوطن .
إذا كان الأمر كذلك ، بأن هناك خطوط حمراء قد أصبحت جزء من سياسة الموقع مجدداً نتيجة لظروف معينة قد تبدلت بنظرة السيد الزاملي للأمور ، فنتمنى مخلصين أنا وغيري من اللذين يكتبون على هذا الموقع الشريف أن يتكرم السيد الزاملي بتوضيح ذكي يحدد فيه المديات المسموح بالوصول إليها ، والشخصيات التي يجب أن لا تمس لأنها مصانة وفق نظرة جديدة قد حدثت ، وبالرغم أني أشك بما أقوله لأني عرفت السيد الزاملي ليس من نوع الرجال اللذين تحدث لديهم انقلابات أو مجاملات على حساب إظهار الحقيقة والدفاع عن الحق ، ولأننا نقرأ
دائماً في ذيل صفحات الموقع ، التعهد والتوضيح الذي يبين أن الموقع غير مسئول عما يكتب فيه وأن أصحاب المقالات هم من يتحمل تلك المسئولية ، فأصبحت لدينا مسئولية أدبية ومهنية لا نجعلها تحرج الموقع وإدارته بقدر ما تمتلك من الشجاعة والإقدام لكشف المستور ، والسؤال هل سنقرأ هذا التوضيح سريعاً أم ستحجب مقالات أخرى قادمة وحينها سنتأكد من حصول تغير بسياسة الموقع مع احترامي .