عقد السبعينات وهو من عام 1971 وحتى عام 1980 الذي أعاد إلى الأذهان تلك الحقبة الجميلة من حياة بغداد عموما والزعفرانية خصوصا في السبعينيات من القرن الماضي الذي يعتبرها العراقيون الذين عاشوا تلك الفترة من أجمل العقود وأكثرها حرية وانطلاقاً وترفيهاً وفيها الكثير من الأمور التي فقدها العراقيون على مر السنين مع بعض التغيرات في مجال الحريات الشخصية وحقوق الإنسان , لا يوجد عراقي لا يخزن في ذاكرته موضوعات وحوادث جميلة عن شارع معسكر الرشيد والمعاهد والكليات الموجود في نهايته والمصانع المنتشرة في عموم منطقة الزعفرانية حيث رائحة الجلود والاسمنت والمشروبات الكحولية .. وعصرا نذهب إلى الشارع الجميل – أبو نواس – الذي يمتد على شواطئ دجلة بدءا من جسر الجمهورية حتى إلى ما بعد الجسر المعلق في زوية الكرادة والجادرية و تجد على رصيفه الأيمن من جانب النهر أنواع الأشجار و الورود و عطرها الذكي الممزوج بنسيم دجلة ورائحته المنعشة وفي هذا الجانب و ما بين الرصيف و النهر تجد الكازينوهات التي تقدم المشروبات الدافئة مثل الشاي و القهوة والمرطبات اضافة إلى وسائل اللهو البريء كالعاب الشطرنج و البليارد و الدومينو والطاولي ومن هذه الكازينوهات مثل ( كازينو كاردينيا و السلام و البيضاء والخضراء و الحمراء و الكازينو البغدادية والركن الهادئ والشاطئ الجميل وغيرها. حيث رائحة السمك العراقي المسكوف المشوي على الخشب.
والزعفرانية : جئتها عام 1975 موظف منتدب في الشركة العامة للصناعات الاسبستية والبلاستيكية المجاورة لمعسكر الرشيد منطقة – سعيدة – لأقضي فترة الخدمة العسكرية البالغة سنة ونصف السنة كوني خريج معهد الإدارة / بغداد وقد رفضت الشركة تعييني بعد انتهاء فترة الانتداب لكوني غير منتسب لصفوف الحزب واحمل أفكار لا تتطابق مع فكر الحزب الحاكم على الرغم من وجود ما يسمى بالجبهة الوطنية آنذاك فعدت إلى محافظتي الجنوبية / ميسان / لأتعين في شركة أخرى وأبتعد عن الزعفرانية التي عشت فيها ذكريات الصبا والشباب…. لكن القدر قادني إليها مرة أخرى بعد أكثر من ثلاثين عام لأتعرف على احد بناتها وأتزوجها لأعود مرة إلى أحظان الزعفرانية مدينة الحب والذكريات لتعود بي الذكرى لأيام خلت وقد قست على الجرح القديم وألمت , والذكريات وما أحيلاها أذا داعبتها كربابة فترنمت.