استاء الكثير من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، فضلاً عن استنكار دولٍ عربية وأجنبية ومنظمات المجتمع المدني إزاء الجريمة البشعة التي ارتكبتها عصابات داعش الارهابية بحق سابع المعصومين موسى بن جعفر عليه السلام، حيث فجروا قبره الشريف في ذلك الصباح المشؤوم.
وفرضت الدولة الاسلامية العديد من القرارات على مدينة بغداد أبرزها منع حلق الرأس والحى للرجال وارتداء الزي الأفغاني، كما منعت الفتيات من الذهاب الى المدارس والجامعات، فضلا عن ارتدائهن النقاب، وأغرب القرارات الذي أطروه بإطار الاسلام، هو أن على كل عائلة تزويج شابة من بناتهن إلى المجاهدين الأجانب إكراما لهم على ما يقدموه من خدمات إسلامية لأهالي بغداد.
بعدها توشحت شوارع أبي نؤاس والجادرية والمنصور ومحمد القاسم وجميع الشوارع بالرايات السود لدولة الخلافة كما أصبح شارع الربيعي سوقا متختصصاً لبيع السلاح وسوق الشورجة لتجارة الجواري، حيث أصبحت المركز الرئيس لتبادل الجواري إلى بين بغداد وولاية الموصل والانبار وصلاح الدين وديالى.
فيما جعلوا المنطقة الخضراء معتقلاً سياسياً يضم جميع من شاركوا في العملية السياسية من أعضاء نواب حاليين وسابقين، رغم أن أعدادهم قليلة، لأن أغلبهم قد تركوا العراق وهربوا إلى عمان وتركيا وقطر ودول أوروبية قبيل اجتياح الدواعش لبغداد.
وفي الوقت نفسه أهدوا بعض القصور الرئاسية إلى سياسيين وضباط ومسؤولين، لأنهم سهلوا عملية دخول الدواعش إلى الأنبار والموصل وبغداد وغيرها من المدن، وكان لهم الفضل الأكبر في خلق الأزمات السياسية التي فككت الحكومة والجيش العراقي خلال الاعوام الماضية كما أن بعضهم قد سرق مبالغ من الموازنات المالية وتحويلها إلى حساب الخليفة البغدادي .
وجعلوا الدواعش من نادي الصيد ثكنة عسكرية لتدريب الانتحاريين، بينما نادي العلوية تحول إلى المحكمة الشرعية للدولة الإسلامية وجامع أبي حنيفة النعمان بعد أن نبشوا قبره الشريف جعلوا منه وزارة الحُسبة وفندق المنصور وفلسطين وبابل وعشتار شيراتون اصبحت وزارات أمنية.
ومنذ اليوم الاول بدأ الدواعش بتهديم ساحة التحرير وكهرمانه والنسور والسعدون وشهريار وكل تماثيل بغداد لأنها أصنام والأصنام محرمة.
وظلت بغداد عارية بعد أن انتزعوا منها هوية العاصمة واهدوها إلى العاصمة الجديدة تكريت، حيث تستيقظ مدينة السلام في كل صباح على قصص عديدة منها قتل الروافض وقطع روؤس من لا ينصاع لأوامرهم أو من كانوا موظفين أو منتسبين في الحكومة، فضلا عن قطع الأيادي بالسيف لاسباب مختلفة تحت ذريعة اقامة الحد وغيرها من جرائم الابادة .
كل هذه الصور كانت قد تحصل آواخر شهر حزيران 2014 حيث وصلوا الدواعش إلى حزام بغداد بعد أن اجتاحوا مدينة الموصل وديالى والأنبار وصلاح الدين وأجزاء من سامراء وكركوك يوم 10 حزيران الماضي بسبب خيانة بعض القادة العسكريين و السياسيين، فضلاً عن خيانة بعض المواطنين الذين باعوا شرفهم وعرضهم عندما فتحوا منازلهم لتلك العصابات .
لكن بفضل المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد علي السيستاني (دام ظله) عندما أعلن الجهاد الكفائي حيث تدفق المتطوعون من جميع أنحاء العراق لتشكيل القوة المدافعة عن ارض العراق وشعبه من بطش واجرام وحقد تلك العصابات العفنة ذات الوجوه الكالحة، حيث بدأوا بترحيلهم بصورة إجبارية إلى جهنم ابتداء من اطراف بغداد وديالى وأمرلي وجرف الصخر وصولاً الى صلاح الدين.
فلولا الحشد الشعبي وقادتهم البواسل والقيادات الأمنية والعسكرية والمقاتلين بكل مسمياتهم وخلفياتهم لكان الدواعش اليوم يتخذون منا نحن العراقيين جميعاً سنة وشيعة ومسيحيين وكرد وصابئة عبيدا لهم وفق دستورهم النافذ لعام 2014 الذي كان من الممكن ان تشرعه الدولة الإسلامية في العراق والشام، نعم ستبقى بطولات الحشد الشعبي نبراساً وعزاً وفخراً لكل العراقيين وسيكتبه التأريخ بأحرف من نور لانهم من خلصوا هذا الشعب من مجزرة النازيون الجدد.