هنالك من يقول بتعبيرنا الدارج (خوش آدمي يصلي ويصوم ) ننطي منصب يالزمة ,هل أن الصلاة والصوم هما المعيار الأساسي الذي من خلاله نستطيع ان نعطي ونسند المنصب للشخص المعني وهو لا يمتلك أية مقومات أدارة المنصب ولا يعرف قيمة التوقيع ولم يطلع على أبجديات علم الإدارة,ونترك له مقدرات الناس يصول ويجول بها حسب ما يشاء ,عندئذ يقع فريسة ولقمة سهلة لمن يعلمون بدهاليز الفساد المظلم ويعرفون حيثياته ,يقولونه له وقع هنا ,ولا توقع هنا ,وهو يوقع ولا يعرف ان توقيعه سيترتب عليه آثار ومساوئ ان كان خاطئ وهو خاطئ فعلاً لأنه لا تتوفر لديه التجربة والمعرفة بكيفية إدارة الموقع والمسؤولية المسندة أليه, ان الصلاة والتدين والالتزام الديني هي مقومات تغذي روح الإنسان ,لكن متطلبات المجتمع في الوزارات والمؤسسات تحتاج للتخصص والتعلم والمثابرة حتى يكون هنالك مقومات للنجاح ,الدعاء وحده لا يكفي, لأنه يتطلب عملاً صالحاً ونية طيبة نابعة من سريرة القلب, هي نفس القضية التي يحتاجها المرء عند مرضه فهو لا يسأل عن هوية الطبيب وعنوانه وانتماؤه الديني ,أنما يسأل عن مهنيته وعلمه وخبرته ,وهل هو مؤهل لأن أضع حياتي بين يديه ,ولعل حادثة النبي موسى عندما أصابه مرض ما يدعو الله ويكلمه ولمدة أسبوع والباري لا يجيبه فقال له يارب أنا مريض لماذا لم تشفيني ,فقال الباري له : أذهب وأعرض نفسك على طبيب وخذ العلاج ومن ثم الدعاء .
نحن نحتاج الصدق والأمانة والإخلاص وتسهيل أمر الناس ومعرفة كيفية أداء واجبه بشكل صحيح ,دون تقاعس وتململ من الواجب المناط أليه ودون تؤخر لمعاملات المواطنين هذا الذي نريده ونبحث عنه, لا تلك المفاهيم السوداء التي ليس لها علاقة بالدين والشرع ,الرسول (ص) يقول الدين المعاملة ,معاملة الناس بالحسنى وقضاء حوائجهم بأحسن الأمور,لو
كانت قضية الدولة وحماية مقدرات المجتمع بالقضايا الروحية لكان الرسول محمد (ص) أول القائمين بها ,لكنه وجدناه يؤسس دولة تحترم جميع الأديان ولم يقصي أي أحد من حق المواطنة ,فنجد الجميع كان يشترك في الدفاع عن امن المدينة مع أعطاء حرية الرأي والتعبير لهم ,التدين والصلاة هما سلوك روحي مع الله يقضيه الإنسان ليتحرر من ذاتيته وحقده وأنانيته ,وإنما ساحة العمل يجب أن تتوفر فيها الإعداد الجيد والفهم بقضايا القانون والإدارة والمحاسبة والإعلام …ووووو,وغير من الاستكمالات الضرورية لغرض النهوض من الركام الذي إحاطة بنا ,نحن أمام تحديات كثيرة وكبيرة ,العلم …العلم …العلم …,على مختلف الاختصاصات انه السلاح الذي سنتحدى به العالم بأسره مصحوباً بسلامة الضمير ورقي الخلق حتى يكون علم ينتفع به ويستفاد منه , هنالك مواطنين وظيفتهم في نطاق الدولة هو المشاركة في صنع الحياة السياسية في الذهاب لصناديق الاقتراع ,وليست وظيفته ان يكون في موقع ويقود جانباً معين من السلطة ,السلطة شيء ,والتدين شيء آخر .