بالرغم من تعاقب الانظمة بالعراق وتصريحات المسؤولين عن انتقال العراق من مرحلة الدكتاتورية الى مرحلة الديمقراطية للاسف يبقى الكلام حبرا على ورق وتبقى تصرفات المسؤولين من خلال ادارة دفة الحكم او من خلال مرافق الدولة تصرفات دكتاتورية بعيدة عن رائحة الديمقراطية لكون الدكتاتورية عشعشت بالنفوس واصبحت موروثا ينتقل من جيل الى جيل، والديمقراطية مجرد وسيلة انتخابية للوصول الى الحكم وهذا ما صرح به الكثير من سياسيي المرحلة الراهنة فالديمقراطية ليست شعارا ووسيلة للوصول الى الحكم وانما هي منهج عملي للحياة وعلى الفئات السياسية الحاكمة ادراك هذه الحقيقة اذا ارادوا خدمة وطنهم وشعبهم، فالقائد السياسي عليه بالدرجة الاولى اذا اراد ان يحقق اهدافه السياسية ان يتجرد من الاسلوب الدكتاتوري عند التعامل مع افراد حركته السياسية والابتعاد عن التحكم الفردي بفرض الرأي على الاخرين وان يسود الحوار الديمقراطي واحترام رأي الآخرين للوصول الى القرار السياسي الموحد الذي يخدم الشعب والوطن، وكذلك المسؤول الاداري في مجال عمله عليه ان يتمتع بالعقلية الديمقراطية في التعامل المرؤوسين باسلوب تنمية الحافز الوطني والاندفاع الذاتي نحو العمل وخدمة الوطن بعيدا عن اسلوب القهر والاوامر الدكتاتورية حيث العمل اذا لم يكن ذاتيا ونابعا عن قناعة وطنية لخدمة هذا البلد والشعب كما ورد في القرآن “لا يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسم”.