18 نوفمبر، 2024 1:40 ص
Search
Close this search box.

عناق شيعي حار وسط إهتزاز عروش

عناق شيعي حار وسط إهتزاز عروش

قبل عدة أيام على تحرير ناحية العلم، وفي ظل تغير قواعد اللعبة، وفق ما حققته القوات العراقية المشتركة على الأرض بتكريت، بعد التقدم الكبير الذي أحرزته، ودحرها لتنظيم الدولة ” داعش “، ألتقى القيادي الشيعي في التحالف الوطني عمار الحكيم، والذي طالما وصف ب”حمامة السلام” بالأمين العام لمنظمة بدر هادي  العامري القيادي في الحشد الشعبي، الذي يقود المعارك الجارية في تكريت .
حرارة لقاء وعناق حار بينهما، وكأن أحدها لم ير الآخر منذ سنين، شكل صدمة كبيرة لأطراف داخلية واخرى إقليمية، فما حملته المعركة الإنتخابية وما لحقها من فترة تشكيل الحكومة وما تخللها من تصريحات بين الطرفين الذين إفترقا سابقا، زال وقد ولى من غير رجعة، مؤكدا على العلاقة التي يتمتع بها الطرفين، حيث يدعم العامري وكتلته ترشح الحكيم لرئاسة التحالف الوطني، والذي لا تزال كتله تعقد إجتماعات وإجتماعات مطولة من أجل التوصل لحلول ترضي جميع كتله .
خلق تحالف حقيقي يجمع كافة الكتل الشيعية، ونظام داخلي رصين ينظم العمل وطريقة إدارة التحالف دون ممارسة الديكتاتورية فيه، وبرنامج موحد لإدارة البلد ليرفع الحيف عن محافظات الوسط والجنوب، ورئيس ذو مقبولية واسعة، سيخلق وضعا جديدا أو بالأحرى تفرض قواعد لمعادلة رياضية بسيطة، حيث الضغوط والمزايدات السياسية التي مارستها الأحزاب على التحالف الوطني في الماضي، ستكون في خبر فعل كان الناقص، المعادلة التي يتخوف منها كثيرين ستصبح في الأخير حقيقة مرة، وبالتالي سيضطر الآخرون تجرعها .
صدى العناق تعدى الخطوط الجغرافية المرسومة عنوة، ليطال المنطقة برمتها، وكأن هناك رسالة أراد الحكيم أن يبعثها مختومة بالشمع الأحمر، ومرموزة بالحشد الشعبي، زيارته لأرض المعركة قبل دخول القوات العراقية المشتركة لمركز تكريت لم تكن مجرد صدفة، رسالة تحمل عدة معاني تفسر بوجهات نظر عديدة، وخلاصتها المشروع الداعشي في العراق فشل وعليكم أن ترضخوا للأمر الواقع وتعلنون تأييدكم للعملية السياسية ما بعد صدام، واللعب على وتر الطائفية أنتهى .
تلقفها الفيصل سعود وزير الخارجية السعودي، الذي فسرها بوجهة نظر  وفق ما تراه السعودية من مصلحة خاصة بها، حيث أحس بخطورة التفوق الشيعي وسط إنكسار تنظيم داعش وهزيمته، الذي عول عليه بإحتلال بغداد، عناق الحكيم والعامري ستعقبه كارثة شيعية على المنطقة، هذا ما ردده الفيصل عند حضوره إجتماع مجلس الشؤون السياسية والأمنية في الديوان الملكي، والذي يعكس نبرة خوف الأسرة المالكة، من الانتصارات المتحققة على أيدي القوات المسلحة والحشد الشعبي .
التقدم الذي أحرزه العراق على الصعيد السياسي والحربي أيضا،  سيرسم لوضع جديد، مع ما تشهده المنطقة من تسارع للأحداث، وتمكن جماعة الحوثي من السيطرة على الحكم، وتقدم كبير للجيش النظامي السوري والذي فتح جبهات متعددة في الشمال والجنوب، يتطلب من السعودية وملكها الجديد أن يراجع حساباته  وأن يسعى لتدارك ما يقدر على تداركه قبل أن تجف الصحف وترفع الأقلام .

أحدث المقالات