18 نوفمبر، 2024 1:27 ص
Search
Close this search box.

Bye Bye ISIS

يقال أن داعش صناعة أسرائيلية في حين أثبت آخرون أنها نتاج دهاليز السي آي أي الأمريكية ، وأيا كان الأب الشرعي لهذا الكيان المسخ فأنه ولد ونشأ وترعرع بدعم أمريكي ومباركة أسرائيلية وتغذية تركية ودعم لوجستي لا حدود له من بعض دول مجلس التعاون الخليجي الغارقة حتى أذنيها في النذالة والخيانة والعمالة لكل ما هو عربي على وجه العموم ، وعراقي على وجه الخصوص.
فمنذ العام 2003 عندما دنست القوات الأمريكية المحتلة أرض العراق الطاهرة ، وهي تعزف على وتر الطائفية والتقسيم تنفيذا لمشروع جو بايدن السيء الصيت، في الوقت الذي وجهت كل أمكانياتها بأتجاه سرقة ثروات وموارد العراق وتدمير بناه التحتية بحجة مكافحة الأرهاب ومقاتلة القاعدة وأستنزاف ميزانيات العراق بأسلحة ومعدات عفى عليها الزمن من أجل تجهيز الجيش العراقي ليقف على قدميه ويقاتل القاعدة ومن ثم داعش .
ولقد اثبتت الأيام أن الأدارة الأمريكية لا ترغب في أن يتعافى العراق وجيشه والأبقاء عليه ضعيفا مجزئا لأنها تدرك تماما من خلال تجربتها السابقة مع العراق أن أرض العراق ولادة للقادة والمناضلين والوطنيين الشرفاء القادرين على حفظ سيادة وكرامة وأمن العراق وسلامة شعبه العظيم ، وأن العراق اذا ما تعافى وعاد الى سيرته الأولى فسوف يشكل مصدر قوة جديدة في خارطة الشرق الأوسط وسيقلب موازين القوى وهذا ما سوف يجعله مصدر قلق دائم لأسرائيل.
فالمعركة مع داعش أثبتت أنها ليست معركة السنة مع الشيعة ، ولا هي بأتجاه تقوية أيران على حساب أضعاف السعودية ومجلس التعاون ، لأن الجرائم التي أرتكبها هذا التنظيم فاقت كل التصورات ، ولم يسلم منه لا السني ولا الشيعي ولا المسيحي ولا الكردي ، فالكل مستهدف من قبل داعش ، الأرض والدين والمذهب والقومية والهوية والأنتماء والحضارة والوجود بأكمله عرضة لأستهتار هذا الكيان المنحرف. 
كثيرة هي تلك الأقلام المأجورة التي تتباكى على السنة وأنهم الخاسر الأكبر من الحرب على داعش وكأنما تريد أن تقول أن المكون السني هو ( داعش ) وقد نست أو تناست أن أبطال العشائر الشريفة في الأنبار وديالى وصلاح الدين ونينوى كانت وما زالت هي أول من تصدى لداعش وأفكاره المنحرفة المتطرفة ، وما المذابح التي سفكت فيها دماء شبابنا الأبرياء في تلك المحافظات ألا الدليل القاطع بأن داعش لم ولن تمثل السنة بشيء وأن أفكارهم الكفيرية المتطرفة بعيدة كل البعد عن ما جائت به المذاهب الأربعة لأهل السنة والجماعة .
وما المعارك التي تدور اليوم رحاها في صلاح الدين ألا خير شاهد على تكاتف أبناء العشائر السنية مع القوات الأمنية العراقية وقوات الحشد الشعبي الأبطال لتحرير كل أقضية ونواحي المحافظة في الوقت الذي يقبع فيه من كان يقرع طبول الحرب من فوق منصات الأعتصام ، في عمان وأربيل وأسطنبول بعد أن فروا من ديارهم وخذلوا مريديهم وتركوا أهلهم وذويهم وعشائرهم تحت رحمة التنظيم التكفيري ، أو يعاني الأمرين بعد أن نزحوا من ديارهم الى مناطق أخرى أكثر أمنا.
حقا أن من يمثل تلك المحافظات هم الصابرون المرابطون في ساحات القتال مع داعش ، لا أولئك الذين صدعوا رؤوسنا ببياناتهم وتصريحاتهم على شاشات الفضائيات ولم يقبض شعبهم منهم شيئا سوى الخراب والدمار والقتل والتشريد ، بعد أن أمتلئت جيوبهم من المال الحرام الواصل اليهم من تلك الدويلات الخائبة التي كانت تقوم بعملية غسل أدمغتهم بأن أنتصار القوات الأمنية على داعش هو أنتصار للحشد الشعبي المدعوم من أيران وبالتالي هو أنتصار للشيعة على السنة ، أي أضعاف دور السعودية وتقوية الدور الأيراني في المنطقة.
لقد أدرك العراقيون أنهم يحارون اليوم داعش نيابة عن العالم كله في الوقت الذي كانت لقوات التحالف الدولي ضربات ضعيفة وغير موجعة وكأنها تحارب بالأقساط المريحة على حساب الزمن الثقيل بالنسبة لأهالي تلك المحافظات المحتلة سواءا كانوا في داخل محافظاتهم وما يعانوه من جور وتسلط التنظيم التكفيري على رقابهم والتحكم بمقدراتهم ، أم كانوا قد نزحوا عن بلداتهم وقراهم وبيوتاتهم وهم يعانون الجوع والبرد والمرض .
أن السبب الرئيسي لنجاح وتقدم القوات العراقية المشتركة في صلاح الدين هو أبعاد قوات التحالف عن هذه المعركة لتكون معركة عراقية مئة بالمئة ، ولتحقق أعظم تكاتف وتلاحم سني شيعي من أجل تحرير الأرض العراقية المحتلة ، وطرد تنظيم داعش التكفيري ومن كان وراءه ، ولتهوي كل مخططات أعداء العراق في براميل القمامة ، ويعود العراق سالما موحدا معافى من كل الأدران والعلل والأمراض ويعود كما كان رمزا شامخا للوحدة الوطنية وتعود كل مدننا العزيزة من زاخو حتى الفاو ومن الرطبة حتى بدرة وجصان تغني أغاني النصر والسلام والتعايش السلمي الآبدي بين جميع مكوناته العزيزة.

أحدث المقالات